ومن أمثلة المراسيم والتعليمات الرسمية هذا الإنذار لوزير الحكم المستنصر (٣٥٠-٣٦٦هـ) وقائده الأعلى غالب بن عبد الرحمن إلى أهل فاس في أيام الصراع عليها بين العبيديين والأمويين، يطالبهم فيه "بأداء الطاعة، والدخول في الجماعة، واتباع السنة، والعمل بمذهب مالك بن أنس إمام أهل المدينة ـ رضي الله عنه ـ، وإقامة النوافل في شهر رمضان المعظم(١)، وتوقفهم عن العمل بما كانت ضلال الشيعة زرعته عندهم من البدع والتحريف"(٢).
وقد أجاب أهل فاس عن هذا بالقبول، وكان تاريخ الجواب عقب رمضان سنة ٣٦٣ هـ، وخط في أسفله خمسة وثلاثون رجلا أسماءهم(٣).
ويذكر ابن خلدون أنه في هذا التاريخ استنزل "غالب" جميع الأدارسة عن معاقلهم، وسار إلى فاس فملكها"(٤).
(١) - كان العبيديون قد أمروا بإسقاط صلاة الأشفاع "التراويح" لأول دولتهم، فعندما نزل أبو عبد الله الشيعي على قبيلة كتامة وجاء رمضان أمرهم بتركها وقال نحن نطول صلاة العشاء بدلها يمكن الرجوع في ذلك إلى البيان المغرب ١/١٢٦-١٢٧. ثم أصدر قاضيهم على مدينة القيروان محمد بن عمر المروزي أمرا بإسقاطها رسميا، واحتج على الفقهاء، وأنكر عليهم الاقتداء بعمر بن الخطاب في القيام، وتركهم الاقتداء بعلي في زيادة "حي على خير العمل" في الآذان. ينظر في هذا البيان المغرب ١/١٥١-١٥٢ ـ وينظر أمر عمر بإقامتها في الموطأ ١/١٣٦-١٣٧ بشرح تنوير الحوالك للسيوطي.
(٢) - يعني زيادة حي على خير العمل، وإفتاءهم بما ادعوا أنه مذهب جعفر بن محمد، وفيه أشياء منكرة، منها سقوط الحنث عمن طلق البتة، وإحاطة البنات بالميراث، وأشياء كثيرة. ينظر البيان المغرب ١/١٥٩.
(٣) - ينظر نص الكتاب وجوابه في القسم المطبوع من المقتبس في أخبار بلاد الأندلس لابن حيان ١٧٥.
(٤) - تاريخ ابن خلدون ٦/٢١٨.
(٢) - يعني زيادة حي على خير العمل، وإفتاءهم بما ادعوا أنه مذهب جعفر بن محمد، وفيه أشياء منكرة، منها سقوط الحنث عمن طلق البتة، وإحاطة البنات بالميراث، وأشياء كثيرة. ينظر البيان المغرب ١/١٥٩.
(٣) - ينظر نص الكتاب وجوابه في القسم المطبوع من المقتبس في أخبار بلاد الأندلس لابن حيان ١٧٥.
(٤) - تاريخ ابن خلدون ٦/٢١٨.
٢٩- حاشية على كنز المعاني أو "فتح الباري على بعض مشكلات أبي إسحاق الجعبري "لأبي زيد عبد الرحمن بن إدريس بن محمد الإدريسي الحسني المنجرة الفاسي (ت ١١٧٩)، وهو في الحقيقة يجمع ثلاثة مؤلفات كلها حواش على الكنز، الأولى للشيخ عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر (ت ١٠٤٠) والثانية لوالده أبي العلاء إدريس بين محمد المنجرة (ت ١١٣٧)، ويشير إلى الأول بحرف العين وللثاني بالشين، وأوله قوله: "الحمد لله الذي جعل الكتاب لنا خير فرط، وتفضل بالعفو عما صدر من العبد على وجه الغلط... وبعد فقد كان الإمام الحجة المتقن= الراوية سيدي عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري نسبا الأندلسي أصلا الفاسي دارا ومنشأ، المتوفى عشية الخميس ثالث ذي الحجة سنة ١٠٤٠هـ، والإمام التحرير المشهور بالإتقان والنحرير، الحسني نسبا، التلمساني أصلا الفاسي دارا ومنشئا الشيخ الوالد مولاي إدريس بن محمد المتوفي بعد صلاة ظهر يوم الثلاثاء ٢٢ من المحرم فاتح ١١٣٧هـ.
رحمهما الله وأسكنهما دار نعماه، قيدا على بعض مشكلات "كنز المعاني" مايشرح منه المباني، ثم إن الله تعالى لما أهلني للإقراء بكرمه، وأولاني من جزيل نعمه، انتهزت علاج بعض مقفله، وتمهيد بعض مغمزه(١)، ولما وقف على ذلك بعض أصحابنا من نجباء الطلاب، سألني أن أجمع ذلك في تعليق، لأنه أرجى للثواب، فأجبته بعد الإستخارة (٢).
(١) - كذا ولعلها محرفة عن مغمضه.
(٢) - نسخه كثيرة منها بالخزانة العامة بالرباط برقم ك ٢٠٦٠ وبالحسنية برقم ٨٤٧٠-٦٤٦٨ (السفر الثاني)- وبخزانة تطوان برقم ٤١٤-٤١٥ (الأستاذ المنوني مجلة دار الحديث عدد ٣ ص ٧٣)..
(٢) - نسخه كثيرة منها بالخزانة العامة بالرباط برقم ك ٢٠٦٠ وبالحسنية برقم ٨٤٧٠-٦٤٦٨ (السفر الثاني)- وبخزانة تطوان برقم ٤١٤-٤١٥ (الأستاذ المنوني مجلة دار الحديث عدد ٣ ص ٧٣)..