أما العامل الوجداني فهو ميل المغاربة بصفة عامة إلى تكوين كيان مغربي موحد متكامل سياسيا ومذهبيا وفكريا ولغويا وحضاريا، فأما الميل إلى الوحدة السياسية فقد نما عندهم الشعور بأهميته على عهد الولاة، بسبب ما عرفته المناطق المغربية والأندلسية من ألوان الصراع على الحكم والرياسة، خصوصا بين العناصر العربية فيما بينها من قيسية ومضرية ويمنية، وبين هذه العناصر وبين السكان المحليين من المغاربة وغيرهم، كما نما الشعور بأهمية الوحدة الفكرية على إثر الحركات التي ظهرت في بعض المناطق من افريقية والمغرب والأندلس على أيدي بعض المتنبئين مرة وبعض الخوارج أخرى والشيعة العبيديين وسواهم، مما كان يجر إلى حروب متواصلة لم تكد تهدأ من زمن الفتح الإسلامي للمنطقة إلى قرابة ثلاثة قرون بعده.
ولقد عمل المتأخرون من أمراء بني أمية ـ لاسيما عبد الرحمن الناصر (٣٠٠-٣٥٠) وابنه الحكم المستنصر (٣٥٠-٣٦٦) ـ على توحيد المناطق المغربية كلها تحت لواء دولة واحدة، ولعل هذه الفكرة هي التي راودت عبد الرحمن الناصر يوم أعلن نفسه خليفة سنة ٣١٧، حين أحس بتحول الخلافة في المشرق إلى خلافة صورية فحسب، لقلة ما بقي بيد الخليفة من مراسيم الخلافة، وعلم مقدار الحاجة إلى خلافة فعلية تتمتع بكامل الشرعية وتحظى بولاية الأمة، فكان من هذا المنطلق يسعى إلى إقامة خلافة في الجناح الغربي من البلاد الإسلامية تعوض ما نقص من ذلك في الجناح الشرقي منها، ولعل هذا ما حفزه على المبادرة بالاستيلاء على الشمال المغربي، فاستولى على سبتة سنة ٣١٩هـ وعلى أصيلا سنة ٣٢٠هـ، وعلى نكور ومليلية وجراوة سنة ٣٢٣هـ(١)، وكانت فاس تقع في يده مرة ومرة في يد قائد العبيديين في العهد الطويل الذي كانت فيه مسرحا للصراع بين الدولتين(٢).

(١) - البيان المغرب ١/١٩٩-٢٠٠-٣٠٤.
(٢) - ينظر في ذلك البيان المغرب ١/٢١٢-٢١٤.

توجد مخطوطة بالخزانة الحسنية بالرباط في مسودة في عدة كراريس بخط المؤلف متفاوتة المقاس والمسطرة"(١).
٣٤- حاشية على كنز المعاني غير معروفة المؤلف مخطوطة بمكتبة أوقاف الموصل بالعراق(٢).
٣٥- شرح الشاطبية أو "كاشف المعاني في شرح حرز الأماني "لأبي الفضائل عباد بن أحمد بن إسماعيل الحسيني (كان حيا سنة ٧٠٤)، ومنه نسخة بمكتبة أوقاف الموصل بالعراق(٣).
٣٦- شرح الشاطبية لعبد الرحمن بن السيد عبد المحسن بن السيد عبد المنعم الأنصاري الواسطي أبي الفرج الرفاعي المقرئ (ت ٧٣٤). ذكره له في هدية العارفين(٤).
٣٧- شرح الشاطبية أو "الحواشي المفيدة في شرح القصيدة "لعبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن أبي محمد بن الدقوقي (ت ٧٣٥) نشأ مؤلفه بالموصل وقرأ القراءات وألف كتابه المذكور، قال الذهبي :"وفقت على السفر الأول منه فرأيته ينبئ بإمامته"(٥).
٣٨- شرح الشاطبية أو "الفريدة البارزية، في حل الشاطبية" لهبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله ابي القاسم شرف الدين بن البارزي الحموي قاضي حماة ومفتي الشام (٦٤٥-٧٣٨).
(١) - فهرسة الخزانة الحسنية ٦/٨٩).
(٢) - الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط ٢/٧١٨).
(٣) - أوقاف الموصل برقم ٣/٢ (الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي ١/٢٣٩).
(٤) - هدية العارفين ١/٥٢٦-٥٢٧.
(٥) - نقله ابن الحزري في غاية الهاية ١/٣٦٣، ترجمة ١٥٥٢.


الصفحة التالية
Icon