وقد استمرت هذه النظرة عند المتأخرين حتى بعد أن أصبحت القراءات السبع واسعة الجمهور في مدارس الاقراء ففي واقعة أخرى جرت في مدينة غرناطة الأندلسية نجد الظاهرة نفسها ـ أعني إنكار العامة على من خرج عن القراءة الرسمية ـ وذلك "أن أحد المشفعين في الجامع الأعظم من غرناطة قرأ ليلة قول الله تعالى في سورة الأنعام". "ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب"(١). برفع "وجنات" فرد عليه الإمام بالمسجد، وهو الشيخ الأستاذ أبو سعيد بن لب(٢)، وكان القارئ ثقيل السمع، فصار يلقنه مرة بعد أخرى "جنات" بالكسر، والقارئ لا يسمع، وتشجع بالأستاذ غيره فلقنه أيضا مثل ذلك، وأكثروا عليه حتى ضح بهم المسجد، فلما يئسوا من إسماعه تقدم بعضهم حتى دخل عليه المحراب فأسمعه، فأصبح الطلبة يتحدثون بذلك فقال لهم قائل: لو شاء الله لتركتموه وقراءته، لأنها وإن لم يقرأ بها أحد من السبعة من هذه الطرق المشهورة التي بأيدي الناس، فقد رويت من طرق صحيحة لا مطعن فيها لأحد، قد ذكرها ابن مجاهد وغيره من روايات متعددة عن عاصم، وهي قراءة الأعمش وغيره من كبار الأئمة(٣)،

(١) - لفظ الآية في سورة الأنعام ـ الآية رقم ٩٩ "وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا، ومن النخل من طلعها قنوان دانية، وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه، انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه، إن في ذلك لآيات لقوم يومنون".
(٢) - هو أبو سعيد فرج بن قاسم بن لب من أئمة الاقراء بغرناطة سيأتي.
(٣) - لم يذكر ابن مجاهد هذه القراءة لأحد في كتاب السبعة في سورة الأنعام ٢٦٣. وأما رواية الأعمش "وجنات" بالرفع فقد ذكرها له ابن خالويه في كتاب "مختصر من شواذ القراءات من كتاب البديع ٣٩..

٥٤- شرح الشاطبية لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن أسد بن عبد الواحد الأسيوطي المصري المعروف بابن أسد (ت ٨٧٢)، ذكره في هدية العارفين وإيضاح المكنون(١).
٥٥- شرح الشاطبية لشمس الدين أحمد بن إسماعيل الكوراني (ت ٨٩٣) صاحب التعليقة على الجعبري(٢).
٥٦- شرح الشاطبية أو "حل الشاطبية" لزين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر العيني (ت ٨٩٣) (٣).
٥٧- شرح الشاطبية لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني (ت ٨٩٥).
ذكره له تلميذه أبو جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي في ثبته وقال : لم يكمل"(٤).
٥٨- شرح الشاطبية لأحمد بن يوسف بن محمد شهاب الدين السندي الحصكفي الحلبي القاضي (ت ٨٩٥) (٥)
٥٩- شرح الشاطبية لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الحافظ(ت ٩١١).
(١) - هدية العارفين ١/١٣٣-والإيضاح ١/٤٠٠.
(٢) - يوجد مخطوطا بالخزانة العمومية بأستمبول تحت رقم ١٤٥ (الفهرس الشامل للتراث ١/٤٤٠).
(٣) - توجد مخطوطة منه بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة برقم (٢٥٢) وأخرى برقم ٢٢٢٥٩ (الفهرس الشامل للتراث ١/٤٤٠).
(٤) - ثبت أبي جعفر البلوي الوادي آشي ٤٤٣ وذكره في نيل الإبتهاج للسوداني ٣٢٥-٣٢٩ ومعجم أعلام الجزائر لعادل نويهض ١٨٩.
(٥) - ذكره له في هدية العارفين ١/١٣٦ وإيضاح المكنون ١/٤٠٠.


الصفحة التالية
Icon