وتشح المصادر التي بين أيدينا شحا لا مزيد عليه فيما يرجع إلى أخبار أهل بيت نافع، فلا نجد أدنى خبر يدلنا على تأثر أو تأثير في أحداث العصر يومئذ على كثرتها وأهميتها، ولا يطالعنا خبر ننتفع به في معرفة أحوال هذا البيت في مقامه الجديد بالمدينة، وما كان لأفراده من علاقات بأهلها، أو على الأقل بآل شعوب الليثيين في إطار هذا الولاء الذي يربطه بهم، وقد كان لبعض آل شعوب ذكر في حوادث السيرة(١)، ويظهر أنهم كانوا أول الأمر بحكم هذا الحلف القرشي داخلين في عداد المعارضة القرشية، ثم ما لبثوا أن دخلوا فيما دخلت فيه قريش عقب فتح مكة أو قبله بيسير. ولا نعرف لأحد من أهل هذا البيت بعد ذلك ذكرا يدلنا على مكانة رجاله في الإسلام، مما قد ننتفع به في تقدير مستوى هذه العشيرة العربية التي عاش بين ظهرانيها آل أبي نعيم.

(١) - ورد أنه دافع عن أبي سفيان بن حرب في بدر، وفيه يقول أبو سفيان وقيل هو لغيره:
... ولو شئت نجتني كميت طمرة ولم أحمل النعماء لابن شعوب.
وابن أخبه شداد بن الأسود بن شعوب هو قاتل حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة في يوم أحد، ويمكن الرجوع في هذه الأخبار إلى السيرة النبوية لابن هشام ٣/٧٥-٧٦ ـ والروض الأنف للسهيلي ٣/١٩٠.

١٧٩- طيبة النشر في القراءات العشر للحافظ ابن الجزري.
وهي من الاراجيز التي نافست وتنافس الشاطبية عند أهل المشرق من زمن ناظمها إلى الأن، وقد وضعها ناظمها فجعلها مشتملة على ما في الشاطبية وزائدة عليها بطرق أخرى قرأ بها للسبعة من غير طريقها، وزاد عليها القراءات الثلاث المكملة للعشر، ومع هذا فإن أثر الشاطبية واضح فيها سواء في الرموز التي استعملها أم في كيفية الدلالة بها على الرواة، على أنه هو نفسه قد سلك فيها مسلك التأدب والإعتراف الجميل في قوله في مقدمتها بعد أن بين مصطلحاته فيها:
"وكل ذا اتبعت فيه الشاطبي... ليسهل استحضار كل طالب
وهذه أرجوزة وجيزة... جمعت فيها طرقا عزيزة
ولا أقول إنها قد فضلت... "حرز الأماني" بل به قد كملت
حوت لما فيه مع "التيسير"... وضعف ضعفه مع التحرير(١).
١٨٠- الهدية المرضية لطالب القراءة المكية لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الرحماني نزيل مراكش من أصحاب أبي زيد بن القاضي(٢) وأولها قوله :
بحمد ربنا العظيم أبتدي... ثم على خير الورى محمد
أزكى الصلاة والسلام أبدا... والآل والصحب ومن به اقتدى
وهاك نظما فاستفده عن خبير... في مقرإ الشيخ الإمام ابن كثير
عنه بإسناد روى البزي... كذاك قنبل الرضا الذكي
ويقول في المقصود :
طريقة الداني قد سلكت... من حرزنا وأصله نظمت(٣)
١٨١- أرجوزة إبراز الضمير من أسرار التصدير لمحمد بن عبد السلام الفاسي (ت ١٢١٤).
يقول في أولها :
الحمد لله الذي منحني... تفضلا حفظ كتابه السني
وبعد ذا فإنني سأذكر... من أوجه الخلاف ما قد صدروا
(١) - طيبة النشر مطبوعة ضمن مجموع "إتحاف البررة" ١٧١.
(٢) - سيأتي ذكر إسناده عنه في الطرق المقروء بها لورش عند المغاربة في آخر هذا البحث.
(٣) -الهدية المرضية متداولة بأيدي طلبة القراءات ومنها نسخ في المكتبات منها نسخ بالخزانة الحسنية بالرباط بأرقام ١٠٠٠٩- ٥٣٢١- ١٣١١ ـ (فهرس الخزانة ٦/١٩٨).


الصفحة التالية
Icon