وأول ما يطالعنا من أخبار نافع هي الأخبار المتعلقة بصفاته الخلقية والخلقية، فقد حرصت كتب التراجم على أن تنقل إلينا ملامحه ولونه وشيئا من أخلافه وطيب نفسه، فوصفته بأنه كان اسود شديد السواد، لكنه مع ذلك كان جميل الخلقة فيه صباحة ووسامة ودعابة وطيب أخلاق(١)، وكان ربما سئل عن صباحة وجهه ودماثة خلقه فعزا ذلك إلى كرامة تحققت له عن طريق الرؤيا فقال: "كيف لا أكون كذلك، وقد صافحني رسول الله ـ ﷺ ـ يعني في النوم ـ وقرأت عليه القرآن؟(٢).
ومرة أخرى كان يربط طيب نفسه بمنقبة نبوية، فقد حدثوا أنه "كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك فقيل له: يا أبا عبد الله، أو يا أبا رؤيم، أتتطيب كلما قعدت تقرئ؟ قال: ما أمس طيبا، ولكني رأيت النبي ـ ﷺ ـ وهو يقرأ في في، فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة"(٣).

(١) - يمكن استقراء هذه الصفات في مصادر ترجمته كالإقناع ١/٥٦ ـ ومعرفة القراء ١/٨٩ ـ غاية النهاية ٢/٣٣٢.
(٢) - كنز المعاني للجعبري (مخطوط) وغاية النهاية ٢/٣٣٢ وترجمة ٣٧١٨.
(٣) - إبراز المعاني من حرز الأماني لأبي شامة ٢٦ ـ وسراج القارئ لابن القاصح ١١.

حال الأدا مما حواه "الحرز" لمقرئي السبع عداك العجز(١)
١٨٢- القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الإصبهاني الأزرق للشيخ محمد بن أحمد المتولي (ت ١٣١٣)
أرجوزة مطبوعة وعليها شرح للمؤلف أولها :
الحمد لله فريد الذات وواحد الأفعال والصفات
ويتعلق المقصود عندنا منها بقوله :
وكل ما خالف فيه الأزرقا ذكرته لا ما عليه اتفقا
وكان من طريق "حرز " الشاطبي وحسبي الله الكريم والنبي(٢)
١٨٣- حصن القاري في اختلاف المقاري للشيخ هاشم بن محمد المغربي
مخطوط بمكتبة الأسكندرية برقم ٢٩٢د فرغ المؤلف منه في ٩ شوال سنة ١١٥١(٣). وفي الخزانة الحسنية بالرباط منه نسخة لم يرد فيها اسم المؤلف، وأولها: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد فهذا تقييد به بيان ما اختلف فيه من أوجه القراءات من طريق الشاطبية"(٤).
١٨٤- المنحة والتقريب لأبي زيد عبد الرحمن بن القاضي (ت ١٠٨٢) وهو في موضوع إمالة الكسائي لما قبل هاء التأنيث في الوقف، وأوله قوله: "الحمد لله القوي المعين...
ويتعلق الأمر عندنا منه بقوله في مقدمته: "وأتيت به على طريقة الشاطبي والتيسير، مع نبذ جامعة لشارحه المسمى ب"الدر النثير".(٥).
١٨٥- غيث النفع في القراءات السبع لعلي النوري الصفاقسي، وهو مطبوع بهامش سراج القارئ لابن القاصح
(١) -م خ ح برقم ٨٣٠٩ ومعها شرح موجز للناظم.
(٢) - القول الأصدق ١-٦-والمراد بقوله : وحسبي الله الكريم والنبي "ليس تشريك النبي – صلى الله عليه وسلم- معه في الحسبلة، وإنما يعني حسبي الله وحسب النبي كقوله تعالى "حسبك الله ومن أتبعك من المومنين "أي "حسبك وحسب من شهد معك من المومنين"- انظر تفسير ابن كثير ٣/٣٤٤.
(٣) - أعلام الدراسات القرأنية للدكتور مصطفي الصاوي ٢٩٦.
(٤) - رقمه بالخزانة ١٢١٧٨ز مجموع ١ (فهرسة الخزانة الحسنية٦/٩٥).
(٥) - مخطوطة الشيخ أحمد الكونطري بالصويرة وتقع في ٥ صفحات مسطرة ٣٣.


الصفحة التالية
Icon