وقرأ عليه القرآن مولاه درباس وسعيد بن جبير وسليمان بن قتة وعكرمة بن خالد وأبو جعفر يزيد بن القعقاع(١). وجمع عليه بين التفسير والقراءة جماعة منهم مولاه عكرمة ومجاهد بن جبر، وسمع منه جمهور كبير بمكة والمدينة، وقد نزل مكة زمانا بعد انتقال الخلافة إلى الشام، وفي أثناء مدة ابن الزبير، إلى أن أزعج عنها إلى الطائف فتوفي بها بعد أن كف بصره سنة ٦٨هـ(٢).
وتنتهي أسانيد قراءة نافع إليه من طريق أبي جعفر المدني وغيره ممن قرأ عليهم من التابعين.
٢- أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي، الصحابي الراوية المكثر، أسلم سنة سبع من الهجرة(٣)، وسمع القرآن من النبي ـ ﷺ ـ، قال الحافظ الذهبي: "روى ما لا يوصف عن النبي ـ ﷺ ـ، وقرأ القرآن على أبي بن كعب، وقرأ عليه غير واحد، وروى عنه نحو من ثمانمائة نفس"(٤)وذكر ابن الجزري أنه قرأ أيضا على زيد بن ثابت(٥)، وقال في الغاية: المشهور أنه قرأ على أبي بن كعب، عرض عليه عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبو جعفر، قيل: وشبية بن نصاح، وقال الذهبي: انه لم يدرك أبا هريرة"(٦).
وقد أسند ابن مجاهد في كتاب السبعة عن سليمان بن مسلم بن جماز ـ أحد أصحاب أبي جعفر ـ أنه سمع أبا جعفر يحكي لهم قراءة أبي هريرة في "إذا الشمس كورت" يحزنها شبه الرثاء"(٧).

(١) - غاية النهاية ١/٤٢٦.
(٢) - ترجمته في مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ٩ وترجمة ١٧ ـ والاستيعاب ٢/٣٤٢-٣٤٩ ومعرفة القراء الكبار ١/٤١ طبقة ٢ ترجمة ٢ ـ وطبقات المفسرين للداودي ١/٣٢٢-٣٣٣.- وغاية النهاية ١/٤٢٥.
(٣) - المعارف لابن قتيبة ١٢٠- ومشاهير علماء الأمصار ١٥ ترجمة ٤٦.
(٤) - معرفة القراء الكبار ١/٤٠ ترجمة ١ طبقة ٢.
(٥) - تحبير التسيير لابن الجزري ١٩.
(٦) - غاية النهاية ١/٣٧٠ ومعرفة القراء الكبار للذهبي ١/٦٤ طبقة ٣ ترجمة ١٤.
(٧) - السبعة لابن مجاهد ٥٧.

وعوذ وبسمل عند بدئك سورة وقال (أ)بي هذا اختياري وأجملا
وعوذ بلا وهم (ش)جاك، وحمزة بفاتحة كالكل كان مبسملا
وبسمل(ك)ما (جـ)ـلا (حـ)ـلا وجه (شـ)ارق وخير لورش عند وصلك (م)فضلا)

باب فاتحة الكتاب:

وأما "الصراط المستقيم" فصاده (قـ)وي وفي (مـ)ـثل (شـ)ـعرك (أ)ولا
وميم جميع لا يضم (بـ)ـلا ونى (شـ)ـفاك (أ)خ، واضممه (مـ)ـنجى وموئلا

باب المد والقصر:

إذا حرف مد قابل الهمز مده (جـ)رى واديا (أ)لفيته (شـ)ق (مـ)نزلا
وان حرف لين قبله مده (جـ)رى وفي حرف "سوءات" (ش)ذى (مـ)ر واعتلى
ووجهان في تحريكك الميم عارضا وعين بمد الكل يختار (مـ)جملا

باب الهمزات:

"إليه النشور" الواو والهمز بعده أو أقرأ كروش (ز)ده واجعله (أ) ولا
"أألهة" في زخرف (جـ)ز (حـ)لا و"أأمنتم" طول (مـ)ده وقد (أ)قبلا

باب الإدغام الكبير:

بهمز وإدغام كبير (حـ)مى وقى (شـ)رورا، وفي "الإقناع" قيل وأخملا(١)
وعن (آ)من إدغام كل مشدد كـ"كن نساء" لا يحاشى مثقلا

باب مذهب حمزة وهشام في الوقف على الهمز

إذا ألف والهمز في طرف فقل لهم أبدلوه أو خذوه مسهلا
و(مـ)ولى يرى إبداله لهما معا و(شـ)اف يزيد الروم فيه مكملا
وإن تنفتح أبدل وطول وقد أبى (أ)مين بلا همز به أن يطولا
وإن تنفتح من بعد كسر وضمة فسهله (فـ)ألا، وانتظر أن (أ)سهلا

باب الإظهار والإدغام

"نبذت" بإدغام و"غذت" (لـ)ه وزد مع "اركب" "يعذب" أخف (ص)ف وصفا (أ)كملا
وللكل "نخلقكم" بتغليظ لامه (أ)داء عسى الأطباق أن يتحصلا
و"بل "طبع" الإدغام (قـ)م وف (مـ)ن (شـ)فى و(سجز) هشام مدغم التاء (أ)ولا
و"قل رب" أظهر "بل" وليت (أ)داءه وإخفاؤهم فيها (خـ)لا وجه (أ)نجلا
(١) - قال في الإقناع ١/١٩٥ :"قال أبو علي الأهوازي :"ما رأيت أحدا ممن قرأت عليه يأخذ عنه ـ يعني عن أبي عمرو البصري- بالهمز مع الإدغام، والناس على ما ذكر الأهوازي، إلا أن شريح ابن محمد أجاز لي الإدغام مع الهمز، وما سمعت ذلك من غيره"


الصفحة التالية
Icon