وذكر ابن قتيبة أنه "من أصحاب علي ـ قال ـ وكان مقرئا، يحمل عنه الفقه"(١).
قال ابن مجاهد: "وأول من أقرأ بالكوفة القراءة التي جمع عثمان ـ رضي الله عنه ـ الناس عليها، أبو عبد الرحمن السلمي، واسمه عبد الله بن حبيب، فجلس في المسجد الأعظم، ونصب نفسه لتعليم الناس القرآن، ولم يزل يقرئ بها أربعين سنة ـ فيما ذكر أبو إسحاق السبيعي ـ(٢)، إلى أن توفي في ولاية بشر بن مروان... وكانت ولاية بشر بن مروان سنة ثلاث وسبعين"(٣).
وقد مثل أبو عبد الرحمن من خلال ذلك الامتداد العلمي لمدرسة المدينة بالكوفة، وعليه قرأ أول السبعة بها: عاصم بن بهدلة أبي النجود الكوفي، وروايته عنه هي التي رواها عنه حفص بن سليمان(٤).
وروى عنه حفص عن عاصم أنه قال له عن روايته ورواية صاحبه أبي بكر بن عياش:
"ما كان من القراءة التي أقرأتك بها، فهي القراءة التي قرأتها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي ـ رضي الله عنه ـ، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عياش، فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش(٥)عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ"(٦).

(١) - المعارف ٢٣٠.
(٢) - هو عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي، توفي سنة ١٣٢. – وقيل ١٢٨. غاية النهاية ١/٦٠٢ ترجمة ٢٤٥٧.
(٣) - كتاب السبعة ٦٧-٦٨.
(٤) - تراجع ترجمة عاصم في غاية النهاية ١/٣٤٦-٣٤٩.
(٥) - هو أبو مريم زر بن حبيش الأسدي الكوفي صاحب عبد الله بن مسعود، عرض عليه القرآن وعلى عثمان وعلي وعرض عليه عاصم والأعمش وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب مات سنة ٨٢ هـ. غاية النهاية ١/٢٩٤.
(٦) - غاية النهاية ١/٣٤٦-٣٤٨ ترجمة ١٤٩٦.

وذا عند أهوازيهم، وكورشهم لقالون الأولى عنه و"اقتربت" تلا
"بما يعملون" الغيب (لـ)و وجهه (ا)نجلى وضم "انشزوا" (صـ)اف وقاك وأفضلا
و"يفصل" بالتخفيف (لـ)اح وقد (أ)رى و"أن كان" للشامي فامدد مسهلا
و"سال" بهمز (لـ)اح وهو (أ)مانة و"ودا" بضم (لـ)اح وهو (أ)خو اعتلا
ومد وقصر في "رءاه" (ز)يادة وفصل (شـ)ذى (مـ)ستحسنا ومكملا
ولم يختر التهليل (شـ)اهد (مـ)شهد وهلل وكبر واحمد الله (أ) فضلا

باب كيفية الجمع بالحرف وشروطه

على الجمع بالحرف اعتماد شيوخنا فلم أر منهم من رأى عنه معدلا
لأن أبا عمرو ترقاه سلما فصار له مرقى إلى رتب العلا
ولكن شروط سبعة قد وفوا بها فحلوا من الإحسان والحسن منزلا
فمنها معال يرتقى بارتقائها ومنها معان يتقى أن تبدلا
فتقديس قدوس وتعظيم مرسل وتوقير أستاذ حلا رعيها علا
ووصل عذاب لا يليق برحمة وفصل مضاف لا يروق فيفصلا
وإتمامه الخلف الذي قد تلا به ويرجع للخلف الذي قبل أغفلا
ويبدأ بالراوي الذي بدأوا به ولكن هذا ربما عد أسهلا
وهذا تمام القول فيما قصدته فزيفه نقدا أو فأغمض تفضلا
وما الفضل إلا للجليل الذي أتى ب"حرز الأماني" القصيدة أولا
ويرحم ربي من رأى لي زلة فأصلحها أو نقص معنى فأكملا
وقد كملت أبياته مائة فمن أتى بمزيد فيه جاد وأفضلا
وأختم نظمي بالصلاة مكررا على نور أنوار الهدى ومطولا
محمد المهدى إلى الخلق رحمة ومنجى إذا طال الوقوف وموئلا(١)
(١) - كتب في آخر مخطوطة أوقاف أسفي "كملت بحمد الله تعالى وحسن عونه، على يد ناسخها محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي القاسم الرحماني نسبا الحشادي كان الله له في الدارين.


الصفحة التالية
Icon