كان زيد من علماء القراءة والتفسير، وله في التفسير كتاب يرويه عنه ولده عبد الرحمن بن زيد(١)، وكان عمر بن عبد العزيز يدنيه وبقربه ويجالسه"(٢)"وكانت له حلقة الفتوى والعلم بالمدينة"(٣).
ويقول أحد تلامذته في وصف خلقته العلمية: "لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين حبرا فقيها أدنى خصلة فيهم التواسي بما في أيديهم"(٤).
وكان علي بن الحسين بن علي(٥)ـ رضي الله عنهم ـ يتخطى الحلق إلى زيد بن أسلم، وكان نافع بن جبير(٦)يثقل ذلك عليه، فرآه ذات يوم يتخطى إليه، فقال: أتتخطى مجالس قومك إلى عبد آل عمر ابن الخطاب؟ فقال علي بن الحسين: إنما يجالس الرجل من ينفعه في ذريته"(٧).
وكان زيد معدودا أيضا من قراء المدينة من التابعين(٨)، "وردت عنه الرواية في حروف القرآن، وأخذ عنه القراءة شبية بن نصاح"(٩)، وسيأتي أن نافعا أيضا قرأ عليه.
٣- عطاء بن يسار أبو محمد الهلالي المدني القاص مولى ميمونة أم المؤمنين (ت١٠٣)
(٢) - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر ٣/٢٤٢.
(٣) - مرآة الجنان لليافعي ١/٢٨٤.
(٤) - شجرة النور الزكية لابن مخلوف التونسي ٤٨ الطبقة ٣.
(٥) - كان يدعى عليا الأصغر، تشبيها له بجده علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه -، وليس للحسين بن علي عقب إلا منه ـ تراجع ترجمته وأسماء ولده في المعارف لابن قتيبة ٩٤-٩٥.
(٦) - هو نافع بن جبير بن مطعم القرشي المكي من علماء مكة وقرائها، توفي في ولاية سليمان بن عبد الملك – المعارف لابن قتيبة ١٢٤- ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ٨٣ ترجمة ٦٠٤.
(٧) - التمهيد لابن عبد البر ٣/٢٤٢.
(٨) - النشر لابن الجزري ١/٨.
(٩) - غاية النهاية ١/٢٩٦.
من آخر أعلام هذا الشأن بالأندلس، قال ابن الجزري:"شيخ غرناطة والمصدر بجامعها في زماننا، ولد بعد العشرين وسبعمائة.. قرأ على الأستاذ أبي الحسن علي بن عمر القيجاطي ختمة بقراءة نافع، ثم جمعا فعاقه عن إكمالها موت الشيخ، وتلا برواية نافع على خاله عبد الله بن علي بن عبد الله بن سلمون، ثم قرأ السبع على القاضي أبي عبد الله محمد بن يحيى بن بكر الأشعري(١) والشيخ أبي القاسم محمد بن أحمد بن محمد ابن جزي(٢)، وقرأ أيضا على أبيه أبي عبد الله محمد، قرأ عليه السبع صاحبنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن ميمون البلوي سنة ٧٦٩ هـ"(٣).
١٨- محمد بن أبي زكريا يحيى بن محمد بن يحيى بن علي بن ابراهيم أبو القاسم البرجي الغساني من أهل غرناطة (٧١٠ – ٧٨٦). فاضل مجمع على فضله، كان قاضيا بمدينة فاس، رحل إلى العدوة، وكتب إلى أبي عنان فارس المريني فاشتمل عليه ونوه به، ولما ولى أبو سالم بعد أبي عنان أقره في منصبه وزاد في تكرمته" (٤).
أثنى عليه ابن الخطيب في الكتيبة الكامنة وذكر له أشعارا ملاحا(٥).
(٢) - من أصحاب ابن الزبير له كتاب " المختصر البارع في قراءة نافع" الإحاطة ٣/٢١ – ٢٢.
(٣) - غاية النهاية ٢/٢٥٧ – ٢٥٨ ترجمة ٣٤٥١.
(٤) - جذوة الاقتباس لابن القاضي ١/٣١١ – ٣١٢ ترجمة ٣١٧ – والأعلام للزركلي ٧/١٣٩.
(٥) - الكتيبة الكامنة ٢٥٠ – ٢٥٤ ترجمة ٨٥