أدرك عطاء زمن عثمان، وروى عن مولاته ميمونة وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم، وقد تقدم ذكره في قراء المدينة من التابعين، "ووردت الرواية عنه في حروف القرآن"(١)، "وكان صاحب قصص وعبادة وفضل(٢)، وكان من أول من اهتم بضبط عدد آي القرآن الكريم من التابعين(٣).
٤- القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أحد الفقهاء السبعة بالمدينة (ت ١٠٢)
قال ابن حبان: "كان صموتا لا يتكلم، لازما للورع والنسك، مواظبا على الفقه والأدب، على ما كان يرجع إليه من العقل والعلم، فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال أهل المدينة: اليوم تنطق العذراء في خدرها أرادوا به القاسم بن محمد"(٤).
وكان للقاسم مجلس علمي بإزاء الروضة الشريفة، وقد تقدم قول مالك عنه وعن ابنه "إن أحدا لم يخلف أباه في مجلسه، إلا عبد الرحمن بن القاسم، فإنه خلف أباه في مجلسه"(٥).
وقد أدركه نافع في عهد الطلب، فلا يبعد أن يكون من رواد مجلسه، كما سيجلس إلى ولده من بعده.
٥- محمد بن كعب القرظي:
كان من علماء التابعين بالمدينة، وأصله من بني قريظة، ولد في حياة النبي ـ ﷺ ـ وقيل: رآه، نزل سنة أربعين إلى الكوفة ثم رجع إلى المدينة(٦). وروى عن فضالة بن عبيد وعائشة وأبي هريرة وغيرهم، وروى عنه خلق كثير، قال عون بن عبد الله: "ما رأيت أعلم بتأويل القرآن من القرظي"(٧).

(١) - المصدر نفسه ١/٢٩٦.
(٢) - مشاهير علماء الأمصار ٦٥ ترجمة ٤٧٤. ـ والمعرف ٢٠٢.
(٣) - يمكن الرجوع في ذلك إلى رسالة التنبيه على الخطأ والجهل والتمويه لأبي عمرو الداني (مخطوطة).
(٤) - مشاهير علماء الأمصار ٦٣-٦٤ ترجمة ٤٢٧.
(٥) - ترتيب المدارك لعياض ١/١١٧.
(٦) - غاية النهاية ٢/٢٣٣ ترجمة ٣٣٨٣.
(٧) - تهذيب الأسماء واللغات للنووي ١/٩٠ – وغاية النهاية ٢/٢٣٣.

وقد استفدنا روايته عن القيجاطي من فهرسة الإمام ابن غازي، فإنه أسند عن شيخه أبي عبد الله بن السراج عن أبيه عن جده أبي زكريا السراج عن أبي القاسم البرجي قصيدة "التكملة المفيدة" عن ناظمها سماعا (١).
١٩- محمد بن يوسف بن عبد الله بن محمد اليحصبي أبو عبدالله عرف باللوشي خطيب غرناطة.
ترجم له العلامة أبو زكريا السراج ووصفه بالشيخ الفقيه الخطيب البليغ المقرئ المحدث الراوية الحسيب الأصيل، وقال :"أقرأ القرءان والحديث بالجامع الأعظم بغرناطة ـ حرسها الله تعالى ـ مدة محتسبا في ذلك من غير جراية يأخذها. أخذ عن الخطيب الإمام أبي جعفر أحمد بن ابراهيم بن الزبير، وتلا عليه السبع بالطرق الثلاثة طريق الشيخ أبي محمد مكي، والحافظ أبي عمرو الداني، والإمام أبي عبد الله بن شريح، وسمع عليه جميع كتاب "التيسير" للداني، و"ملخصه حرز الأماني" للإمام أبي القاسم الشاطبي، وجميع كتاب "التبصرة" لمكي، وجميع كتاب "الكافي" لابن شريح، وجميع كتاب "الإقناع" لأبي جعفر بن الباذش، وجميع كتاب "الموطأ" رواية يحيى بن يحيى... وعن المقرئ الضابط ولي الله أبي إسحاق ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن أبي العاص التنوخي، قرأ عليه القرءان العظيم بحرف نافع ختمة لورش، وختمة لقالون بطريق ابن شريح.
وعن الأستاذ المتخلق العالم الخطيب أبي الحسن علي القيجاطي، قرأ عليه القرءان العظيم بقراءة السبعة بطريق الإمام الحافظ أبي عمرو، وسمع عليه " التيسير" وملخصه "حرز الأماني"، وبعض "موطأ" مالك، وأجازه إجازة عامة، وعن الشيخ الفقيه المتصوف الحافظ أبي محمد عبد الله بن سلمون الكناني، قرأ عليه القرءان العظيم وسمع عليه بعض " الشفاء"، وأجاز له إجازة عامة ".
(١) - فهرسة ابن غازي ٩٧.


الصفحة التالية
Icon