وقال السيوطي: "كانت له حلقة في مسجد النبي ﷺ.. "(١).
وسيأتي ذكره فيمن روى عنهم الإمام نافع بعض الآثار.
٩- العلاء بن عبد الرحمن الحرقي (ت ١٣٢هـ)
قال ابن قتيبة في سياق حديثه عن نافع بن جبير بن مطعم "وجلس في حلقة العلاء بن عبد الرحمن الحرقي وهو يقرئ الناس.."(٢)، وقال في مكان آخر من كتاب المعارف، عند ذكر رجال القراءات:
"العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، هو من الحرقة، وكان يقرئ الناس، والأغلب عليه الحديث"(٣). ولم يترجم له ابن الجزري في الغاية. أما ابن حبان فقد عده من مشاهير العلماء بالمدينة، وقال: "كان متقنا ربما وهم"(٤).
إلى غير هؤلاء من مشايخ التابعين ممن ضمتهم رحاب المسجد النبوي في زمن الطلب من حياة نافع، وكلهم كانوا تحت سمعه وبصره، ومعهم أمثالهم ممن ذكرت له رواية مباشرة عنهم كما سيأتي، وحسبه أن تكون مصادره في القراءة ورواية العلم من هذا الطراز، وكفاه نبلا أن يزاحم بالمناكب رجالا من مشايخ العلم في الإسلام جلس كثير منهم في الحلقات نفسها التي جلس فيها إلى أولئك الشيوخ، من أمثال ربيعة الرأي وابن شهاب الزهري ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة ومالك بن أنس إمام المذهب، وهذا ابن شهاب الزهري يقول متحدثا إلى مالك عن مصادره في العلم: "جمعت هذا العلم من رجال في الروضة، منهم سعيد بن المسيب وأبو سلمة، وعروة، والقاسم، وسالم، وخارجة، وسليمان، ونافع"(٥).

(١) - إسعاف المبطأ برجال الموطأ للسيوطي ٣٧-٣٨.
(٢) - المعارف ١٢٤ وكذا ٢٣١.
(٣) - المعارف ٢٣١.
(٤) - مشاهير علماء الأمصار ٨٠ ترجم ٥٨٥.
(٥) - طبقات الفقهاء للشيرازي ٦٣.

اختلف المترجمون له في أخذه عن جده أبي الحسن القيجاطي وروايته عنه مباشرة، فقد ذكر تلميذه أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن عبد الواحد المجاري في برنامجه أنه ولد في منتصف عام ٧٣٠(١)، وهي السنة التي توفي فيها جده أبو الحسن علي بن عمر القيجاطي، إذ توفي بغرناطة في ذي الحجة سنة ٧٣٠(٢). ومعنى هذا أنه إنما أدرك من حياة جده المذكور خمسة أشهر أو ستة، أي أنه لم يدركه في سن الرواية والتحمل، وقد نبهت على هذا هنا لأني وجدت الحافظ ابن الجزري قد قال في ترجمة أبي الحسن :"قرأ عليه حفيده محمد بن محمدبن علي بن عمر"(٣). كما أنه قال في ترجمته :"أستاذ مقرئ عالم كامل، انتهت إليه مشيخة الإقراء في هذا الزمان بالأندلس، قرأ على جده أبي الحسن علي بن عمر"(٤).
وقد تتبعت رواياته في فهرسة صاحبه أبي عبد الله المنتوري فإذا هو إنما يروي عن جده بوساطة أبي سعيد فرج بن قاسم بن أحمد بن لب – كما تقدم في ترجمته – وأحيانا يروي عن أبي البركات محمد بن محمد البلفيقي عن جده أبي الحسن كما في برنامج المجاري(٥)، ولم أقف له على رواية مباشرة عن جده ولو بالإجازة، مما يدل على أن عد ابن الجزري له في الآخذين عن جده أبي الحسن من قبيل الوهم والخطأ.
صورة عن نظام الأخذ للقراءات:
وقد ترجم له تلميذه أبو عبد الله المجاري المذكور في صدر برنامجه المذكور، وذكر مقروءاته ومروياته عنه.
(١) - برنامج المجاري ١٠٤.
(٢) - الإحاطة ٤/١٠٧ وغاية النهاية ١/٥٥٨.
(٣) - غاية النهاية ١/٥٥٧ ترجمة ٢٢٨٠.
(٤) - غاية النهاية ٢/٢٤٣ ترجمة ٣٤٢٣.
(٥) - روى عنه من هذه الطريق كتاب الفصيح لأبي العباس ثعلب وحدثه به عن القاضي أبي البركات بن الحاج – الآنف الذكر-عن أبي الحسن القيجاطي " – برنامج المجاري ١٠٢.


الصفحة التالية
Icon