"فهؤلاء الذين ذكر نافع أنه أدركهم بالمدينة من الأئمة في القراءة:
عبد الرحمن بن هرمز، وأبو جعفر بن يزيد بن القعقاع، وشبية بن نصاح، ومسلم بن جندب، ويزيد ابن رومان"(١).
ثم قال مضيفا إلى الخمسة بسنده "أن نافعا قرأ على صالح بن خوات(٢).
وقد اقتصر عامة المؤلفين على الخمسة الأولين قال ابن الجزري: "وقد تواتر عندنا أنه قرأ على الخمسة الأول"(٣)وعلى ذلك اقتصر الداني في التيسير(٤)ومكي في التبصرة(٥)، وابن شريح في الكافي(٦)وقال أبو عبد الله بن آجروم في أرجوزته "البارع في قراءة نافع":
روى القراءة أبو رؤيم عن جلة وهم خيار قوم
يزيد للقعقاع جاء ينسب... والهذلي مسلم بن جندب
وعابد الرحمن نجل هرمز وابن نصاح شبية فميز
وعن يزيد وهو المعزى إلى رومان عنهم أجمعين نقلا
رواهم الحبر أبو هريرة... مع ابن عباس بخير سيرة
ونجل عياشك مع أبي... سليل كعبهم عن النبي(٧)
وقال العلامة محمد بن يوسف التملي(٨)في نظمه لسند التعريف لأبي عمرو الداني:
ثم الإمام نافع... أخذ عن كم تابع
كمسلم بن جندب... الهذلي النسب
والأعرج ابن هرمز... وابن نصاح ميز
وكابن رومان المجيد ونجل قعقاع يزيد
عن ابن عباس وعن... أبي هريرة وعن
ابن لعياش عن أبي المؤتمن
عمن عليه انزلا مخترق السبع العلى(٩)

(١) - السبعة في القراءات ٦١.
(٢) - نفسه.
(٣) - غاية النهاية ٢/٣٣٠ ترجمة ٣٧١٨.
(٤) - التيسير في القراءات ٨.
(٥) - التبصرة في القراءات ٤٤ الطبعة الأولى بالكويت.
(٦) - الكافي في القراءات بهامش كتاب المكرر للأنصاري.
(٧) - نقله ابن القاضي في شرحه على الدرر اللوامع (مخطوط)، ومسعود جموع أيضا في شرحه عليها (مخطوط).
(٨) - من رجال مشيخة الإقراء بفاس في المائة الحادية عشرة من شيوخ ابن القاضي.
(٩) - أرجوزة سند التعريف لمحمد بن يوسف التملي، ستأتي (مخطوط).

وقد وصل إلينا من بقايا ما يشهد بذلك إلى جانب برنامج المجاري الآنف الذكر، فهرسة صاحبه الآخر الإمام أبي عبد الله المنتوري، وهي فهرسة حافلة منقطعة النظير في هذا الشأن اشتملت من كتب أئمة القراءات في المشرق والمغرب والأندلس وإفريقية على أهمها، وأكثرها مما قرأه على أستاذه أبي عبد الله القيجاطي تفقها فيه أو في بعضه وإجازة لباقيه مع السند المتصل به إلى مؤلفه، وقد استفدنا من هذه الفهرسة استفادة لا حد لها في معرفة مصنفات الأئمة وأسانيد المغاربة فيها ومعرفة كثير من أعلام الرواة عن الأئمة.
وقد أحصيت المصنفات التي رواها المنتوري من كتب القراءات في فهرسته فوجدت عددها سبعين كتابا لم يرو منها عن غير القيجاطي المذكور إلا عددا يسيرا من كتب المتأخرين، وأما سائر ما ذكره من كتب ابن مجاهد وأبي علي الفارسي وأبي الطيب بن غلبون وابنه طاهر وأبي معشر الطبري وأبي جعفر النحاس وأبي عمرو الداني وأبي عبد الله بن سفيان وأبي محمد مكي وأبي العباس المهدوي وأبي القاسم بن عبد الوهاب القرطبي وأبي عبد الله بن شريح وأبي الحسن ابنه وأبي جعفر بن الباذش وأبي القاسم الشاطبي وأبي شامة وأبي محمد بن أبي السداد الباهلي وسواهم فكله عن القيجاطي المذكور، مما يدل على سعة روايته وعمق معرفته بمذاهب الأئمة ورسوخ قدمه في الفن.


الصفحة التالية
Icon