٥- أن أبا جعفر كان من أول من عنوا من قراء أهل المدينة بضبط عدد الآي في السور القرآنية ومعرفة رؤوسها فيما يعرف عند القراء بـ"العدد المدني الأول"، وقد نسب إليه وإلى شيبة صهره.
قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه "إيجاز البيان": "أما المدني الأول فهو الذي رواه نافع عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشبية بن نصاح، وبه كان يأخذ القدماء من المتمسكين بقراءة نافع"(١).
٦- أن قراءة أبي جعفر ما تزال معروفة عند قراء "القراءات العشر" إلى اليوم، إلا أنها من غير طريق نافع، وإنما هي من طريق عيسى بن وردان وسليمان بن مسلم بن جماز، وقد ذكرها ابن الجزري في النشر من اثنتين وخمسين طريقا عنهما(٢).
أما وفاة أبي جعفر فقد اختلفت المصادر فيها، فقال الأندرابي "توفي بالمدينة في خلافة مروان سنة ثمان وعشرين ومائة"(٣)وقال ابن حبان "مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقيل انه مات في ولاية مروان ابن محمد"(٤). وذكر ابن خلكان وغيره سنتي ١٣٣-١٣٠هـ(٥)، وهي في الجملة سنوات متقاربة.
أسانيد نافع في القراءة على أبي جعفر المدني
أ- نافع............ ب- نافع......... ج- نافع
أبو جعفر......... أبو جعفر......... أبو جعفر
أبو هريرة......... أبو هريرة......... ابن عباس
النبي ﷺ...... أبي بن كعب... النبي صلى الله عليه وسلم
النبي صلى الله عليه وسلم
د- نافع............ هـ- نافع......... و- نافع
أبو جعفر......... أبو جعفر......... أبو جعفر
ابن عباس...... عبد الله بن عياش...... عبد الله ابن عياش
أبي بن كعب......... أبي بن كعب...... عبد الله بن عباس
النبي ﷺ النبي ﷺ النبي صلى الله عليه وسلم

(١) - نقله الإمام ابن غازي في إنشاد الشريد عند حديثه عن فواصل سورة طه (مخطوط).
(٢) - النشر في القراءات العشر ١/١٧٨.
(٣) - قراءات القراء المعروفين ٤٩.
(٤) - مشاهير علماء الأمصار ٧٦.
(٥) - وفيات الأعيان ٦/٢٧٤-٢٧٥ ترجمة ٨١٤ – ومعرفة القراء ١/٥٩-٦٢- وغاية النهاية ٢/٣٨٣-٣٨٥. ترجمة ٣٨٨٢.

وهذه نماذج من مباحثه تلك واختياراته التي انفرد بطائفة منها وخالف جمهور القراء ونبدؤها بأهم مسألة من أصول رواية ورش احتدم فيها الخلاف بينه وبين بعض أئمة هذا الشأن في زمنه.
١- مذهبه في ترقيق اللام من اسم " الله " بعد الحركة الممالة في نحو " نرى الله " والراء المرققة في نحو " ولذكر الله أكبر"، ونحو " أفغير الله تأمروني أعبد".
قال صاحبه أبو عبد الله المنتوري بعد تقرير مذهب الجمهور:" وأخذ علي شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي – رضي الله عنه – بترقيق اللام من اسم الله تعالى لورش إذا كانت قبلها فتحة ممالة أو ضمة ممالة نحو "أفغير الله " و " لذكر الله" وشبههما، لأن الفتحة والضمة الممالتين حكمهما حكم الكسرة الخالصة كما تقدم في باب الراءات، فإذا كانتا تخرجان الراء عن أصلها وهو التفخيم إلى الترقيق فأحرى وأولى أن تبقى اللام التي أصلها الترقيق معهما على أصلها، لأن سبب التفخيم قد عارضه ما هو أقوى منه وهو الخروج من تسفل إلى تفخيم".


الصفحة التالية
Icon