وفي كتاب الأندرابي ما يوهم قراءته على أبي، فقد قال في سند نافع: "وقرأ نافع أيضا على شيبة بن نصاح مولى أم سلمة، وقرأ على ابن عباس، وعلى أبي وقرأ على رسول الله ـ ﷺ ـ"(١)فإذا لم يكن في الطبعة سقط، فهي إضافة جديدة تجعل استبعاد الذهبي إدراكه لأبي هريرة المتوفى بين سنتي ٥٧-٥٩(٢)وابن عباس المتوفى سنة ٦٨(٣)ـ أمرا غير وارد، لاسيما إذا صح سماعه من عمر بن الخطاب المتوفى سنة ٢٣هـ.
قال الأندرابي: "وقيل قرأ شبية على أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ، والأصح أنه لقيها صغيرا، فمسحت على رأسه وبركت له"(٤).
وقد اعترض الذهبي على ما رواه ابن مجاهد عن يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري قال:
"كان شبية وأبو جعفر يقرئان في مسجد رسول الله ـ ﷺ ـ قبل الحرة"(٥)فقال الذهبي: "بل قد نقل ذلك عن أبي جعفر وحده، وهو أسن من شيبة بكثير، وهو والد ميمونة زوج شبية"(٦).
(٢) - غاية النهاية ١/٣٧٠ ترجمة ١٥٧٤.
(٣) - غاية النهاية ١/٤٢٦ ترجمة ١٧٠١.
(٤) - قراءات القراء المعروفين ٦٠-٦١. والأرجح سقوط لفظ "وقرأ" بين ابن عباس وقوله "وعلى أبي" فيكون ابن عباس هو الذي قرأ على أبي.
(٥) - كتاب السبعة في القراءات ٥٨-٥٩.
(٦) - معرفة القراء الكبار ١/٨٥.
"واعلم أن اللام من اسم الله مفخمة بعد الفتحة والضمة عند أئمة القراء، ومرققة بعد الكسرة، وقد تبث أن حكم الحركة الممالة حكم الكسرة في نحو "رأى" "نرى" "بشرر"، ألا ترى أنك إذا وقفت على الراء من "بشرر" بالسكون في مذهب ورش رققتها، لإمالة الفتحة قبلها ـ قال :
" قال الحافظ(١): " فأما الراء المكسورة فعلى وجهين : إن رمت حركتها رققتها كالوصل، وإن وقفت بالسكون فخمتها، ما لم يقع قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحو " منهمر" و"نذير" أو فتحة ممالة نحو "بشرر" على قراءة ورش، فإنك ترققها في الحالين"(٢). ثم قال القيجاطي :
"فإذا وقعت اللام من اسم"الله" تعالى بعد حركة ممالة وجب ترقيقها كما ترقق بعد الكسرة في نحو "قل الله"، وذلك في قراءة أبي عمرو في رواية أبي شعيب (٣) "نرى الله جهرة" و"سيرى الله عملكم"، وفي رواية ورش عن نافع "أفغير الله" و"لذكر الله" وما أشبه ذلك... ثم قال بعد تمام استدلاله لما ذهب إليه "فإن قال قائل: ما لخصته في هذه المسألة من وجوب ترقيق اللام مع الفتحة والضمة الممالتين إنما هو قياس، وليس بمنصوص عليه في كتب الأئمة، وقد قال الشاطبي في قصيدته ـ وهو إمام من أئمة هذه الصنعة ـ :
وما لقياس في القراءة مدخل | فدونك ما فيه الرضا متكفلا |
(٢) - ما ذكره في التيسير : ٥٧.
(٣) - هو السوسي.