وقيل في نسبه عبد الرحمن بن هرمز بن كيسان الأعرج، وهو تابعي جليل من خيار علماء المدينة وكبارهم أخذ القراءة عرضا عن أبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عياش، وأكثر من رواية السنن عن أبي هريرة حتى عرف بصاحب أبي هريرة(١)، وروى عن عبد الله بن بحينة(٢)، وأبي سعيد الخدري وعبد الرحمن ابن عبد القارئ(٣)وجماعة، وكان ثقة كثير الحديث"(٤).
وكان إلى جانب إمامته في الرواية راسخ القدم في علوم اللغة والنحو، حتى قال الزبيدي: "هو أول من وضع العربية، وكان من أعلم الناس بالنحو وأنساب قريش"(٥)، وقد نفى أبو البركات الأنباري أن يكون له السبق المطلق إلى وضع العربية، إلا أنه أثبت له إسهاما في الميدان يعتبر به في طليعة علمائه الأولين، إذ "كان أحد القراء، عالما بالعربية، وأعلم الناس بأنساب العرب"(٦).
وذكر أنه أخذ العربية والنحو عن أبي الأسود الدؤلي ونصر بن عاصم(٧)، ولعل أحسن توجيه لما نسبه له الزبيدي من الأولية هو ما ذكره الذهبي حكاية عن غيره، أن ابن هرمز هو أول من وضع العربية بالمدينة، أخذا عن أبي الأسود"(٨).
(٢) - هو عبد الله بن مالك بن بحينةالأسدي، صحابي له عن النبي ﷺ – أحاديث يسيرة لإقباله على العبادة، مات بالمدينة.-مشاهير علماء الأمصار ١٥ ترجمة ٤٧.
(٣) - تابعي من بني قارة كان عاملا لعمر بن الخطاب على بيت المال، مات سنة ٨٨ – مشاهير علماء الأمصار ٧١ ترجمة ٤٩١.
(٤) - الطبقات الكبرى لابن سعد ٥/٢٨٣-٢٨٤.
(٥) - طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ٢٠-.
(٦) - نزهة الألباء في طبقات الأدباء ١٥.
(٧) - هو المعروف بنصر الحروف.
(٨) - معرفة القراء الكبار ١/٦٣-٦٤.
"وأما كون الترقيق إمالة أو غير أمالة فقد تقدم الفرق بين الترقيق والإمالة في أول باب الراآت (١). وإذا تبث ذلك بطل القياس على " نرى الله".
وأما ادعاؤه عدم النص فقد ذكرنا نصوصهم على التفخيم، وقول ابن شريح : إنه لم يختلف في تفخيم اللام في ذلك(٢)، والناس كلهم في سائر الأعصار وأقطار الأمصار ممن أدركناهم وأخذنا عنهم وبلغتنا روايتهم ووصلت إلينا طرقهم لم يختلفوا في ذلك ولا حكوا فيه وجها ولا احتمالا ضعيفا ولا قويا، فالواجب الرجوع إلى ما عليه إجماع الأئمة وسلف الأمة، والله يوفقنا جميعا لفهم الحق واتباعه وسلوك سبيله بمنه وكرمه"(٣).
وقال ابن الجزري في ترجمة القيجاطي في الغاية في سياق ذكره لبعض الرواة عنه، فسمى منهم أبا الحسن علي بن عيسى البسطي الأندلسي وقال حدثنا عنه برسالة كتبها في تجويز ترقيق اسم الله تعالى بعد ترقيق الراء لورش في نحو "لذكر الله" و"أفغير الله"، وهي رسالة وهم فيها، وقاس الترقيق على الكسر، والتزم أنه هو الإمالة حقيقة، مع اعترافه أنه لم يسبقه إلى هذا القول أحد، ولكنه احتج فيه بمجرد القياس، وصمم على أن هذا القياس هو الصواب الذي لا يجوز غيره، وهو من القياس الممنوع لما بيناه في "النشر" و "الله أعلم"(٤).
٣- وممن شايع القيجاطي في مذهبه العلامة أبو الفضل ابن المجراد في شرحه على الدرر اللوامع، إذ قال في سياق توجيهه واحتجاجه لتفخيم اسم الجلالة بعد الضم والفتح وترقيقه بعد الكسر:
(٢) - ينظر في ذلك الكافي في القراءات بهامش المكرر للأنصاري ٣٨ – ٣٩
(٣) - النشر ٢/١١٧-١١٨.
(٤) - غاية النهاية ٢/٢٤٤ ترجمة ٢٤٢٣.