وعن عبد الرحمن بن حرملة(١)قال: "كان مسلم بن جندب قاصا لأهل المدينة، فقرأ سجدة بعد صلاة الصبح، فقال سعيد بن المسيب: لو كان لي على هذا الأعرابي سلطان لم أزل أصرفه حتى يخرج من المسجد"(٢).
وقال أبو عثمان الجاحظ: "ومن كبار القصاص، ثم من هذيل، مسلم بن جندب، وكان قاص مسجد النبي ـ ﷺ ـ، وكان إمامهم وقارئهم، وفيه يقول عمر بن عبد العزيز: من سره أن يسمع القرآن غضا، فليسمع قراءة مسلم بن جندب"(٣).
أما مشيخته في القراءة فقال الذهبي: "قرأ القرآن على عبد الله بن عياش المخزومي مقرئ المدينة(٤).
وقال في سير أعلام النبلاء: "وقيل ان مسلم بن جندب قرأ على حكيم بن حزام(٥)وابن عمر"(٦).
"وحدث عن أبي هريرة وحكيم بن حزام وابن عمر وابن الزبير ـ قال ابن الجزري ـ: ـ ولا تصح روايته عن ابن الزبير كما ذكره الداني، وقال الذهبي: ولا أحسب روايته عن حكيم وأبي هريرة إلا منقطعة(٧).
وقد كان ممن اشتهر من أهل المدينة أيضا بالعربية، ترجم له الفقطي في الإنباه، فقال: تابعي مدني من الفصحاء القراء، ويعد من النحويين.. وهو أحد من أخذ نافع بن أبي نعيم القراءة عنه"(٨).

(١) - عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي تابعي من خيار أهل المدينة وعلمائهم توفي سنة ١٤٥. ترجم له ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ١٣٧ ترجمة ١٠٨١.
(٢) - تاريخ المدينة المنورة ١/١٤.
(٣) - البيان والتبيين للجاحظ ١/٣٦٧-٣٦٨.
(٤) - معرفة القراء الكبار ١/٦٥-٦٦ طبقة ٣ ترجمة ١٥.
(٥) - هو حكيم بن حزام بن خويلد القرشي، عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام مثل ذلك، ومات سنة ٥٤ بالمدينة – مشاهير علما الأمصار ١٢ ترجمة ٣٠.
(٦) - سير أعلام النبلاء ٧/٣٣٦ ترجمة ١٢١.
(٧) - غاية النهاية ٢/٢٩٧ ترجمة ٣٦٠٠.
(٨) - انباه الرواة على أنباه المنحاة ٣/٢٦١ ترجمة ٧٤٥.

"روى لنا الداني المد عن ورش وظاهره الإشباع، وتأوله بزيادة ـ قال في بعض كتبه ـ يسيرة، وقال في آخر " متوسطة" على مذهبه في التحقيق، فنحن نأخذ بروايته لا بتأويله، لأن تأويله إخراج للرواية عن ظاهرها، ومخالف لما حملها عليه غيره من المصنفين".
قال المنتوري:
"واعلم أن المقرئ أبا إسحاق بن عبد الملك(١) سبق شيخنا ـ رحمه الله ـ فأمر في رجزه الذي نظمه في رواية ورش على طريق الداني(٢) بإشباع المد لورش في "آمن" وبابه(٣).
٤- أخذه بالتسوية في مقدار المد بين ما سببه همز وما سببه سكون أو إدغام.
قال المنتوري: "وعلى القول بالتسوية جرى الناظم ـ يعني ابن بري ـ فلم يفرق بين النوعين، وهو اختيار شيخنا الأستاذ أبي عبد الله القيجاطي ـ رضي الله عنه ـ وبذلك قرأت عليه وعلى غيره، وبه آخذ"(٤).
٥- أخذه بالقصر في مد الميم من قوله تعالى " ألم الله " وقوله " ألم أحسب".
قال المنتوري بعد أن ذكر قول أبي عمرو الداني وقول أبي داود في " الطرر على جامع البيان" وقول ابن الباذش في الإقناع : إن المد القياس، لأن التحريك للميم عارض: قال شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي ـ رضي الله عنه ـ" بل القياس القصر، وهو الذي أختار"
قال المنتوري ـ: وبذلك قرأت عليه، وبه آخذ، لأن عليه عامة أهل الأداء، وبه جاء النص عن ورش كما تقدم ذلك في كتبهم عن ورش"(٥).
٦- أخذه بالقصر أيضا في الوقف على مثل "يعلمون" و"المتقين" و"الحساب".
(١) - هو أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد بن عبد الملك الخولاني هكذا سماه المنتوري نفسه في ول حديثه عن الذين قرؤوا بالمد لورش في "آمن" وبابه.
(٢) - ذكر له رجزا في رواية قالون في باب نقل الهمز (لوحة ١٨٣ ) وكتاب الاعتماد ولعله المراد هنا، نقل المنتوري عنه قصر عادا الأولى لورش، وذكر له "الاقتصاد" أيضا وغير ذلك.
(٣) - شرح المنتوري لوحة ٩٣.
(٤) - نفسه لوحة ٧٥.
(٥) - نفسه لوحة ٨٥.


الصفحة التالية
Icon