كان من فقهاء المدينة وعبادهم(١)، وولي لعمر بن عبد العزيز خراج العراق"(٢)، وكان من أصحاب الحلقات العظيمة في المسجد النبوي الشريف، وقد وصف الليث بن سعد كثرة الملتفين عليه بقوله: "رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة طالب"(٣)، وقد جلس إليه نافع فيمن كان يغشى مجلسه من أهل الحديث، وقد أثرت عن نافع عنه نسخة تشتمل على أكثر من مائة حديث كلها عن أبي الزناد عن الأعرج(٤).
ولا يبعد أن يكون قد اخذ عنه شيئا من قراءته، فقد كان معدودا من أئمة القراءة بالمدينة(٥).
سابع عشر: سعيد بن أبي سعيد المقبري المدني
عده ابن حبان في مشاهير علماء التابعين بالمدينة، وذكر وفاته سنة ١٢٣هـ(٦).
ولنافع عنه رواية سيأتي بعضها في ترجمة ابن القاسم.
ثامن عشر: عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام
كان "من عباد أهل المدينة وفقهاء التابعين، مات سنة ١٢١ هـ(٧)، و"كان بيته من البيوت المجاورة للمسجد النبوي(٨). ذكره أصحاب الطبقات في شيوخ نافع بن أبي نعيم(٩).
تاسع عشر: ثبات بن ميمون المصري
راو من رواة الحديث قليل الشهرة، ذكره الخزرجي في الخلاصة وقال: "روى عن نافع، وروى عنه نافع القارئ"(١٠).
(٢) - المعارف لابن قتيبة ٢٠٤.
(٣) - طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ٦٥-٦٦.
(٤) - سيأتي ذكرها في جملة آثاره في الحديث.
(٥) - قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين ٦٢.
(٦) - مشاهير علماء الأمصار ٨١ ترجمة ٥٨٧.
(٧) - نفس المصدر ٦٦ ترجمة ٤٤٧.
(٨) - تاريخ المدينة المنورة لعمر بن شبة ١/٢٦٠
(٩) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨/٤٥٦ ـ وسير أعلام النبلاء للذهبي ٧/٣٣٧ – ومعرفة القراء ١/٨٩ – وتهذيب التهذيب لابن حجر ١٠/٤٠٧.
(١٠) - خلاصة تهذيب تهذيب الكما ل في أسماء الرجال للخزرجي ٥٨.
وينبغي هنا نشير إلى ظاهرة تأخر نشوء المدرسة المغربية من حيث الزمن بالقياس إلى ما سبقها من مدارس فنية في كل من إفريقية والأندلس، وهي ظاهرة سبقني إلى الوقوف عندها بعض الباحثين في تاريخ القراءة بالمغرب(١)، وهذا التأخر في الزمن أمر عادي، لاسيما مع اعتبار التبعية السياسية والعلمية التي كانت لعامة الجهات المغربية الإفريقية والأندلسية ردحا غير قليل من الزمن.
ولئن كانت المدرسة المغربية قد تأخرت في النشأة والتكوين قرابة مائة سنة أو تزيد، فإنها مع ذلك قد استطاعت أن تكون في زمنها خلفا من تلك المدارس كلها بعد أن خفت صوتها وذهبت ريحها بذهاب أهلها سواء في إفريقية والقيروان، أم في الأندلس وقرطبة واشبيلية وشرق الأندلس، واستطاعت أن تنتصب بعدها في ميدان الإقراء، وأن تستقل بشخصيتها الاعتبارية لتملأ الفراغ الذي كان على وشك أن يحدث في كافة أرجاء الأقطار المغربية الثلاثة، كما استطاعت أن تتخلص أيضا من طول التبعية لمختلف المدارس الفنية التي ظلت تمدها عن طريق هجرة أبنائها بعدد لا ينقطع كما رأينا في تتبعنا لامتدادات مدارس الأقطاب في كل من سبتة ومراكش وفاس فيما تقدم من هذه الدراسة.