عشرون: فاطمة بنت علي بن أبي طالب، وتدعى بفاطمة الصغرى (ت ١١٧)(١).
ذكرها ابن حجر في ترجمة نافع في جملة من روى عنهم(٢)، ووفقت من روايته عنها على خبر في التفسير نقله السيوطي عن الإمام ابن ماجة في تفسيره بسنده عن نافع بن أبي نعيم القارئ عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب أنها سمعت علي بن أبي طالب يقول: "يا كهيعص، اغفر لي"(٣).
واحد وعشرون: محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ الأنصاري
تقدم التنويه به بين أصحاب الحلقات العلمية بالمسجد النبوي الشريف، ووصف ابن حبان له بأنه كان من حفاظ أهل المدينة ومتقنيهم وقدماء مشايخهم، وذكر وفاته سنة ١٢١ هـ(٤).
وقد ذكره ابن حجر في مشيخة نافع في رواية الحديث(٥).
ثاني وعشرون : صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف
ترجم له ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار، وقال: "كان من عباد أهل المدينة وقرائهم"، وذكر وفاته سنة ١٣٢"(٦). وعده ابن حجر في مشيخة نافع في الحديث(٧).
(٢) - تهذيب التهذيب ١٠/٤٠٧.
(٣) -الإتقان في علوم القرآن ٢/١٠، ورواه الطبراني بسند آخر عن فاطمة المذكورة – جامع البيان للطبري ١٦/٣٥.
(٤) - مشاهير علماء الأمصار ١٣٦ ترجمة ١٠٧٩.
(٥) - تهذيب التهذيب ١٠/٤٠٧.
(٦) - مشاهير علماء الأمصار ١٣٥ ترجمة ١٠٦٨.
(٧) - تهذيب التهذيب ١٠/٤٠٧.
وإن المتتبع لتطور تاريخ القراءة بالحواضر المغربية لا يخطئه أن يتبين بجلاء بوادر هذا الاستقلال في المدارس الناشئة ابتداءا من الربع الأخير من المائة السابعة، وهو الزمن الموافق لقيام دولة بني مرين بالمغرب. وتمثل ذلك بصفة بارزة في الحواضر الشمالية، وعلى الأخص في فاس وتازة وما إليهما من الجهات التي استفادت من الهجرة الأندلسية قبل غيرها، كما استفادت من قربها من الشواطئ الأندلسية التي كانت حتى هذا العهد ما تزال فيها بقية باقية من الدراسات القرائية والعلمية العالية كما عرضنا صورة منها في المدرسة القيجاطية في العدد الماضي. يضاف إلى ذلك العامل الحاسم الذي أشرنا إليه آنفا، وهو تحول كرسي الحكم من الجهات الجنوبية في مراكش إليها بحيث تأتى فيها للدولة المرينية الناشئة أن تجني ثمار النهضة العلمية التي عرفها المجال الثقافي في الدولتين قبلها، وأن تؤسس على القواعد التي ورثتها أركان حركة علمية زاهية استرجعت معها فاس في أول المائة الثامنة مكانتها الأولى، وذلك بعد أن تمهد بها سلطان. الدولة الجديدة منذ أن استولى مؤسسها الأمير يعقوب بن عبد الحق على مراكش في غرة محرم سنة ٦٦٨(١).
ولقد تجلت عناية المرينيين بالناحية العلمية في إنشاء المعاهد والمدارس واستقدام الكفاءات العلمية للتدريس بها، وامتاز ثلاثة من رجالها تعاقبوا على الملك فيها بضرب الأمثلة السائرة في ذلك، وهم أبو سعيد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق (٦٩٧-٧٥٢) وابنه أبو الحسن علي بن عثمان، وابنه أبو عنان فارس بن علي.