وتطنب المصادر التاريخية في عدد من خرج معه من فضلاء الصحابة في هذه الحملة فتذكر فيهم "عبد الله بن الزبير، وأبا ذر الغفاري، وعبد الله بن عباس، ومسور بن مخرمة، والمقداد بن الأسود، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وعبد الرحمن بن صبيحة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأخويه عبيد الله وعاصما، والسائب بن أبي وداعة، والسائب بن عامر بن هشام، وبسر بن أرطاة، ومع كل واحد منهم جماعة من قومه..."(١).
وذكر أن تعداد هذا الجيش كان عشرين ألفا أكثرهم من الصحابة"(٢).
وعن سليمان بن يسار(٣)ـ وهو من الفقهاء السبعة المشهورين بالمدينة في زمن نافع ـ قال:
"غزونا افريقية مع معاوية بن حديج ومعنا بشر كثير من أصحاب رسول الله ـ ﷺ ـ من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم"(٤).

(١) - رياض النفوس في طبقات علماء القيروان للمالكي ١/١٥.
(٢) - طبقات علماء افريقية وتونس لأبي العرب ٧٠.
(٣) - سيأتي التعريف به في علماء المدينة.
(٤) - الاستقصاء للناصري ١/٩٠.

قال السلفي: قال أبو عبد الله ـ يعني ابن غلام الفرس ـ: هما قوله ـ عز وجل ـ: "سوءاتهما" و"سوءاتكم"(١).
قال السخاوي مفسرا لغزه: "الحرف الذي مد ولا أصل له في المد في قوله الألف، والذي لم يمد ومن أصله المد الواو، وأشار إلى "سوءاتكم" بقوله: "على بعضكم تخفى ومن بعضكم تبدو"(٢).
ويعني السخاوي أنه استعمل ههنا التورية باللفظ المقصود الذي هو "سوءات"، إلا أنه عرض بهذه التورية بعامة قراء الغرب تعريضا غير محمود تعرض فيه للائمة من قبل عدد من الأئمة الذين أجابوه.
فلقد أثارت مسألته سيلا من التحديات، وتبارى الأئمة في حلها وبيان علة ما ذكره مع مجاراته فيما ذهب إليه بناء على مذهب مدرسته، وإلا فإن مد الواو من سوءات وقصره موضع خلاف، وكذلك مد الهمزة منها، وقد بسط الإمام أبو عبد الله الفاسي في "اللآلئ الفريدة" منشأ الخلاف في مد الواو وقصره فقال:
"واختلف أهل الأداء في "سوءات" المجموع، فمنهم من لم يفرق في قراءة ورش بينه وبين "سوءة"(٣) ونحوه، ومنهم من استثناه فقصره، فمن لم يفرق عامل اللفظ، ومن استثناه اعتل بأن أصل واوه الحركة، لأنه جمع سوءة، وسوءة اسم غير صفة، و"فعلة" إذا كانت اسما غير صفة جمع على فعلات بفتح العين.
وإذا كان صفة جمع على "فعلات" بسكون العين، كبيضات وجولات، لأن تحريكه يؤدي إلى إعلاله(٤)،
(١) - كتاب "أخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السفر للحافظ السلفي" ١١٢. والأبيات بهذا اللفظ في عامة شروح الدرر اللوامع وفي الذيل والتكملة السفر ٥ القسم ٢/٥٤٨ـ٥٥٧ في ترجمة الشاطبي رقم ١٠٨٨.
(٢) - فتح الوصيد في شرح القصيد للإمام علم الدين السخاوي لوحة ٨٦ (مخطوط خاص).
(٣) - يعني "فأواري سوأة أخي" في سورة العقود.
(٤) - يمكن الرجوع إلى أحكام جمع "فعلة" "في شروح الخلاصة لابن مالك عند قوله:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
والسالم العين الثلاثي اسما أنل أتباع عين فأه بما شكل.. الخ.