وفي كتاب "الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة لأبي محمد عبد الله بن قتيبة ذكر لأمثلة حافلة لهذه القراءات المزورة على وفاق المذاهب الزائغة، وكلها مطابقة لرسم المصحف(١).
وهكذا ازدادت الحاجة إلى أهل الثقة والأمانة والصدق من أهل القرآن، ليقوموا بتهذيب القراءات، وتنقيح الروايات، ومن هنا توجهت الأنظار إلى فئة خاصة في كل مصر "تجردوا للاعتناء بشأن القرآن العظيم، فاختاروا من كل مصر وجه إليه مصحف أئمة مشهورين بالثقة والأمانة في النقل، وحسن الدراية وكمال العلم، أفنوا أعمارهم في القراءة والإقراء، واشتهر أمرهم، وأجمع أهل مصرهم على عدالتهم فيما نقلوا، والثقة بهم فيما قرأوا، ولم تخرج قراءتهم عن خط مصحفهم"(٢).
(١) - نشر بتحقيق محمد زاهد الكوثري – مطبعة السعادة بمصر ١٣٤٩ هـ.
(٢) - لطائف الإشارات ١/٧٦٦ – ومنجد المقرئين ٣٢.
(٢) - لطائف الإشارات ١/٧٦٦ – ومنجد المقرئين ٣٢.
وهي التي ينقل عنها تلميذه أبو عبد الله بن عمر اللخمي كما تقدم في إجازة البوعناني في الغالب، ولا أعلم لها ذكرا في المصادر المعروفة.
٢- بعض المؤلفات في القراءات:
ولم أقف لها أيضا على ذكر في كتب المتأرخين،(١) إلا أن في ذكرهم لبعض مذاهبه في الأداء ما يدل على وجودها، وقد أشار أبو وكيل ميمون الفخار في "التحفة" إلى بعض اختياراته نقلا عنه في الغالب لأنه إنما أدرك من أدركه من الشيوخ، فقال في باب الهمز متحدثا عن مذاهب الأئمة من أهل الأداء في كيفية النطق بتسهيل الهمز:
واحذر صويت الهاء عند النطق | وقيل لا، أو عند فتح فابق |
ثلاثة للشامي(٢) والداني | وابن حدادة الرضا المرضي |
لا بد من صوت كما في النقل | لابن حدادة الرضى العدل(٣). |
(١) - وقفت أخيرا بعد كتابه ما تقدم على إشارة لبعض مؤلفاته في فهرسة أبي زكرياء السراج لوحة ١٥٤-١٥٥ في ترجمة شيخه أبي عبد الله بن عمر اللخمي حيث ذكر من شيوخ شيخه المذكور أبا عمران بن حدادة، فذكر أنه تلا عليه للسبعة ختمة بطرق أبي عمرو الداني وأبي محمد مكي وأبي عبد الله بن شريح وأجاز له اجازه عامة في جميع ما يحمله وما صدر عنه من تأليف.
(٢) - يعني الإمام أبا شامة صاحب إبراز المعاني.
(٣) - تحفة المنافع لميمون الفخار (مخطوطة).
(٢) - يعني الإمام أبا شامة صاحب إبراز المعاني.
(٣) - تحفة المنافع لميمون الفخار (مخطوطة).