وإلى جانب اعتماده على الرواية الصحيحة، اشترط نافع توافر عنصري الثقة والضبط في عامة رواة الحروف مع السلامة من كل ما يخدش أمانة الراوي أو يمس سمعته وذمته، وهو أسلوب من التحري بالغ الدقة، لكنه ينسجم مع ما أخذ به علماء السلف من أئمة الحديث من حرص على التثبت من حال النقلة، والكشف عن مستوياتهم في أهلية التحمل والأداء عن صاحب الشرع، على ما جاء به الأثر من حديث أنس وأبي هريرة مرفوعا وموقوفا "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"(١).
وإذا كان هذا المستوى من التحري في اختيار المشايخ، والتوثق من الروايات مطلوبا في أحاديث الأحكام، فكيف به حين يتعلق الأمر بأخذ حروف القرآن، ولذا كانت المعرفة بأحوال النقلة ضرورية في تلقي رواياتهم بالقبول أو ردها، ذلك أن أحوال النقلة متفاوتة في الأمانة والصدق، كتفاوتها في الإتقان والضبط وإلى هذا المعنى يشير الإمام ابن مجاهد في مقدمة كتاب السبعة بقوله:
"وحملة القرآن متفاضلون في حمله، ولنقلة الحروف منازل في نقل حروفه"(٢).
ولذلك كان من مقتضيات المنهج العلمي الأصيل الذي عرفه نافع وتشبع به في حلقات أكابر مشيخة العلم بالمدينة، أن لا يؤخذ العلم إلا عن أهله، وكان مطرف بن عبد الله من أصحاب مالك يقول:
(٢) - السبعة ٤٥.
وبعد فالقصد بهذا الرجز... مقرأ نافع بلفظ موجز(١)
ورش وقالون على طريق... عثمان الداني ذي التحقيق
روى القراءة أبو رويم... عن جلة وهم خيار قوم
يزيد للقحقاع جاء ينسب... والهذلي مسلم بن جندب
وعابد الرحمن نجل هرمز... وابن نصاح شيبة فميز
وعن يزيد وهو قل يعزى إلى... رومان عنهم أجمعين نقلا
رواهم الحبر أبو هريرة... مع ابن عباس بخير سيرة
ونجل عياشك عن أبي... سليل كعبهم عن النبي
فإن ذكرت دون راو حكما... فنافعا أعني به إذ عما
وسوف أستغني بلفظ القاري... وخلفه رغبة الاختصار
والله حسبي وعليه المتكل... في كل ما أروم قول أو عمل
باب التعوذ
عوذ بما في النحل عند الابتداء... جهرا، وإن نزهت كنت مرشدا
باب البسملة
بسمل لعيسى عند وصل السور... واترك لدى براءة عن عذر
واترك ليوسف وقوم خيرة... يرونها في الأربع المشهورة
إلا براءة في الابتداء... بسمل، وخير أول الأجزاء
إن وصلت بآخر لا تقفا... وصل لورش، أو بسكت خففا
باب ميم الجميع
صلة ميم الجمع مع ضمير... وضمها لساكن أخير
وقبل همز القطع ورش وصلا... والخلف عن عيسى بتحريك جلا
باب هاء الضمير
لا تصلن هاء الضمير قبل ما... يسكن أو من بعد أن تقدَّما
واقصر لعيسى هاء فعل يجزم... أَرْجهْ يؤده ألقه إليهم
نُصْلِهْ نُوَلَّهْ يَتَّقِهْ ونُوتِهْ... والخلف في طه لدى من ياته
ونافع يرضه، وصل أن لم يره... عنه وفي الزلزال صل حرفي يره