"سمعت مالكا يقول: أدركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم شيئا من العلم، وانهم ليؤخذ عنهم العلم، وكانوا أصنافا، فمنهم من كان كذابا في أحاديث الناس(١)، ولا يكذب في علمه، فتركته لكذبه في غير علمه، ومنهم من كان جاهلا بما عنده، فلم يكن عندي أهلا للأخذ عنه، ومنهم من كان يرمى(٢)برأي سوء، فتركتهم لذلك"(٣).
بمثل هذا الأسلوب من التحري في قبول الروايات وتقويمها أخذ نافع، يشهد بذلك بعض ما وصل إلينا من أخباره، يوم كان بصدد تحرير اختياره في القراءة وتحديد حروفها، وذلك بعد أن استكمل حصيلته من الرواية عن مجموعته الكبيرة من الشيوخ، وبذلك حدث عنه زميله في القراءة على أبي جعفر عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم فقال: "كنا نقرأ على أبي جعفر القارئ، وكان نافع يأتيه فيقول: يا أبا جعفر، ممن أخذت حرف كذا وكذا؟ فيقول: من رجل قارئ من مروان بن الحكم، ثم يقول: ممن أخذت حرف كذا وكذا؟ فيقول: من رجل قارئ من الحجاج بن يوسف، فلما رأى ذلك نافع تتبع القراءة يطلبها"(٤).

(١) - في رواية "من كان يكذب" ترتيب المدارك ١/١٣٧.
(٢) - في ترتيب المدارك "من كان يزن".
(٣) - الانتقاء لابن عبد البر ١٥-١٦ وترتيب المدارك ١/١٣٧.
(٤) - معرفة القراء الكبار للذهبي ١/٩١.

والمد في الواو وفي اليا والألف إن أسكنا ميتا، وهمزقد
من بعدها زيد أو السكون ومع سكون الوقف إذ يكون
وإن تنسا فاقصر ووسطه وما قدم فيه الهمز مد كيفما
كذا لورش واقصرن ءالانا ونحو خطئا أو لهمز كانا
وصلا وإسراءيل، عادا الاولى كيف يواخذ، وفي مسئولا
واقصر وزد قبل سكون أشكلا وذان عن عيسى لهمز فصلا
ومد ورش ثم مثل سوءة زاد ووسط، ويا كهيئة
وعنهما عين وعند الوقف خلف، وهذان كنحو خوف
وموئلا فاقصره والموءودة وخلف سوءات لورش يثبت

باب الهمزتين من كلمة

في كلمة إحداهما قد سهلت وذات فتح منهما قد أبدلت
بمصر، والفصل لعيسى يوجد بألف، والخلف في أأشهدوا
ءامنتم ءالهة لا خبرا ثانيهما سهل، وأبدل آخرا
إبدال همز الوصل بين لام أجدر قل وهمز الاستفهام
وليس في هذا ولا أئمة فصل، ولا في ما ثلاث عمه
وليس في أخراهما إن أسكنت خلف كأوتوا، بل لكل أبدلت

باب الهمزتين من كلمتين

وأسقط الأولى إذا ما اتفقا بالفتح في كلمتين نسقا(١)
عيسى، وإن ضما وكسرا عادا سهل وللنبي إن أرادا
والسوء إلا، والنبيء إلا يبدل، والإدغام بعد وصلا
وبين بين ورشهم في الأخرى وغير آل أبدلت بعصرا
وهؤلاء إن على البغاء بالياء مكسورا لدى الأداء
وثاني المختلفين سهلا إن تفتح الأولى، وإلا أبدلا
واقصر ومد قبل همز غيرا وحقق الكل لوقف إذ نرى

باب الهمزة المفردة

أبدل لورش همزة في الفاء(٢) تسكن غير جملة الإيواء
وواوا إن فتحت بعد الضم والذيب بير عنه مع ذي الذم(٣)
(١) - في المخطوطة إصلاح بإلحاق ألف التثنية بآخر "أسقط"، وهو غلط والصحيح دون ألف وفاعله "عيسى" يعني: قالون، وهو الذي يسقط الأولى من المتفقتين بالفتح في كلمتين، ولا يدخل معه ورش.
(٢) - في الأصل همزة في الياء، وهو تحريف من النساخ، وإنما الصواب "الفاء" أي فاء الكلمة نحو يأكل ويأمر وقاسوا، وتأسوا بسورة، وثم أبلغه مأمنه، ويا أبت استأجره
(٣) - في الأصل "ذي اللزم".


الصفحة التالية
Icon