في قراءة قوله تعالى "قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا"(١)فقد رسمت في المصحف الإمام "لاهب" على تقدير الهمزة فوق الألف بإسناد الهبة إلى الملك بأمر الله، وبذلك قرأ السبعة غير نافع وأبي عمرو(٢)، وقرأها نافع وأبو عمرو "ليهب" بالياء ويمكن أن ترجع إلى القراءة الأولى بتقدير إبدال همزتها ياء لانكسار ما قبلها كما فعل في "لئلا يكون" حيث قرأ "ليلا"، بالياء، ويمكن أن تكون الهبة مسندة إلى الله عز وجل، والقراءة بالياء قراءة مستفيضة عن السلف كالقراءة بالهمزة، وقد جمع أهل الرسم بين القراءتين في المصحف، فكانوا يرسمونها لورش ومن وافقه ياء صغيرة تلحق بالحمراء في رأس الجانب الأيمن من لفظ "لا"، وذلك عندهم من المخالفة اليسيرة في القراءة بما يخالف الرسم.
(١) - سورة مريم الآية رقم ١٩.
(٢) - السبعة في القراءات لابن مجاهد ٤٠٨ – والنشر ٢/٣١٧.
(٢) - السبعة في القراءات لابن مجاهد ٤٠٨ – والنشر ٢/٣١٧.
وقال عند ذكر هاء الكناية بعد ذكر علة إشباع صلة الضمير بالضم أو بالكسر نحو "به" و"له" وما ثبت عن بعضهم بإشباع الضمير بالضم وحده في الحالين: "قال شيخنا أبو عبد الله: "وعلى هذا قرئ" "فخسفنا بهو وبدارهو الأرض"، و"فيهو هدى للمتقين" قال: هذه قراءة ابن أبي إسحاق، قال: والدليل على ذلك عموم الضم في هذا الباب وخصوص الكسر فيه"(١).
وهكذا كان أثر شيخه ابن القصاب بارزا في شرحه هذا في أكثر الأبواب.
وقد أخذ بمذهب شيخه في مواضع كثيرة من أصول الأداء وعلى الأخص في رواية قالون، فمن ذلك مثلا أنه رجح في باب المد الأخذ لقالون بالقصر في المنفصل نحو "ما أنزل" محتجا لذلك بكون رواة القصر أكثر من رواة المد لأن المروزي له وجهان، والحلواني ليس عند إلا القصر".
وقد اعترض أبو وكيل ميمون الفخار على هذا الترجيح في "تحفة المنافع" فقال:
ذا البحث للخراز و"التقييد(٢) | فليس بالمرضي ولا السديد |
لأن إسماعيل(٣) يروى المدا | فهو مكرر على ما حدا |
لا بحث يرضى حيث قال الداني | في ذلك الوجهان جيدان |
والطول فيه رجح الصفار(٤) | وابن سليمان(٥) ولا إنكار(٦) |
(١) - المصدر نفسه.
(٢) - يشير إلى تقييد من التقاييد التي كتبت في هذه الرواية، أو إلى بعض التقاييد على المورد، وقد ذكر مسعود جموع متابعة ابن عبد الكريم للخراز فيما ذهب إليه من القصر في ذلك وهو صاحب التقييد على المورد المسمى بالفصول كما سيأتي - ينظر الروض الجامع لمسعود جموع – باب المد.
(٣) - هو ابن جعفر الأنصاري أحد الرواة الأربعة المشهورين عن نافع كما تقدم.
(٤) - هو محمد بن إبراهيم المراكشي التينملي وسيأتي.
(٥) - هو أبو الحسن علي بن سليمان القرطبي شيخ الجماعة بفاس وأستاذ الصفار المذكور وسيأتي.
(٦) - تحفة المنافع – باب المد.
(٢) - يشير إلى تقييد من التقاييد التي كتبت في هذه الرواية، أو إلى بعض التقاييد على المورد، وقد ذكر مسعود جموع متابعة ابن عبد الكريم للخراز فيما ذهب إليه من القصر في ذلك وهو صاحب التقييد على المورد المسمى بالفصول كما سيأتي - ينظر الروض الجامع لمسعود جموع – باب المد.
(٣) - هو ابن جعفر الأنصاري أحد الرواة الأربعة المشهورين عن نافع كما تقدم.
(٤) - هو محمد بن إبراهيم المراكشي التينملي وسيأتي.
(٥) - هو أبو الحسن علي بن سليمان القرطبي شيخ الجماعة بفاس وأستاذ الصفار المذكور وسيأتي.
(٦) - تحفة المنافع – باب المد.