وقال في باب الامالة:
"كان نافع يفتح ذوات الياء ولا يكسر، مثل قوله: "الهدى" و"الهوى" و"العمى"، وما أشبه ذلك، كانت قراءته وسطا في ذلك كله"(١).
وقال أبو بكر الشذائي: "أما صفة قراءة نافع فسلسة لها أدنى تمديد".
وصف المسيبي لقراءته في مجلس الخليفة هرون الرشيد ببغداد:
حكى أبو عبد الله محمد بن إسحاق المسيبي قال:
"سأل الكسائي أمير المؤمنين أن يجمع بينه وبين أبي، فسأله عن "ما لي لا أعبد"(٢)و"مالي لا أرى الهدهد"، "ولي نعجة"، "ولي دين"، فنصب "مالي لا أعبد" "ولي دين". ووقف(٣)على "مالي لا أرى الهدهد" "ولي نعجة"، فقال الكسائي:

(١) - المصدر نفسه ١٤٥.
(٢) - سورة يس أول الآية رقم ٢٢ وما بعدها في سورة النمل الآية رقم ٢٠. وقوله "ولي نعجة" في سورة ص: ٢٣.
(٣) - يعني بالوقف الإسكان، وهو بمنزلة القطع، فلذلك جاز في آية النمل وجاز الفتح، ولم يجز في يس إلا الفتح.

في ديباجة النسخة المخطوطة ما يلي: "يقول العبد المعترف بخطاياه وجرأته، الراجي عفو مولاه عن مقترفه وزلته: محمد بن محمد بن إبراهيم الأموي الشريشي عفا الله عنه:
باسم الإله أبتدي في القول... وحمده فهو العظيم الطول
أحمده وهو أهل الحمد... أن دلنا على طريق الرشد
وخصنا بالمرسل الكريم... محمد ذي الخلق العظيم(١)
صلى عليه الله كل حين... وآله ذوي العلا المكين
وبعد إن أصل رسم الخط... أقامه أولو النهى والضبط
مثل أبي بكر الرضا الصديق... ونجل ثابت مع الفاروق
ثم الذي يعزى إلى اليمان(٢)... مع الإمام المرتضى عثمان
وغيرهم من الصحابة الكرام... بهم نما الإسلام نورا واستقام
فواجب على ذوي الأذهان... أن يتبعوا المرسوم في القرءان
ويقتدوا بمن رآه نظرا... إذ جعلوه للأنام وزرا
وكيف لا يجب الاقتداء... لما أتى نصًا به "الشفاء"
إلى عياض أنه من غيرا... حرفا من القرءان عمدا كفرا
زيادة أو نقصا أو إن بدلا... شيئا من الرسم الذي تأصلا
ومالك بن أنس إذ سئلا... في كتب ما أحدث مع ما أصلا
أجاب بالمنع وترك الإحداث... في الأمهات غير صحف الأحداث
وما أتى مختلف القراءة... أمر بالإتباع للصحابة... من اقتدى بهم فذاك المهتدي"
فيه، وقال: كن أخي متبعا... لفعلهم، ولا تكن مبتدعا
وجاء عن نبينا الكريم... محمد صحبي كالنجوم
فكل من به قد اقتديتم... منهم جميعا فقد اهتديتم(٣)
(١) - هذا البيت أسقطه الناسخ ثم استدركه في الحاشية.
(٢) - أشار بابن ثابت في البيت قبله إلى زيد بن ثابت الذي تولى كتابه القرءان لأبي بكر ثم لعثمان رضي الله عنهم. كما تقدم في صدر البيت. وأما المنسوب إلى اليمان فهو حذيفة بن اليمان صاحب القصة مع عثمان في سبب كتابه المصحف الإمام كما تقدم.
(٣) - الإشارة إلى حديث "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"، وقد احتج به مع ما قيل فيه كما احتج به قبله الحافظ أبو عمرو الداني في "المنبهة" في قوله:
فرضي الله تعالى عنهم... ٠@"صحبي جميعا كالنجوم الوقد
ممن تلاهم آخذا بحكمهم
وذا حداني لانتظام الرسم
مبوب مفصل لمن نظر
على قراءة الإمام نافع
مما عن الثقات قد نقلته
ك"مقنع" "القدوة في ذا الشأن
وكالذي سمي ب"التنزيل"
مع الذي ألفيت دون لبس
فلم أكن في النقل استوفيه
وقد قال فيه أبو محمد بن حزم: "باطل مكذوب من توليد أهل الفسق..." "الإحكام في أصول الأحكام" ٢/٦٤ ثم ذكر طرقه ٢/٨٢-٨٣، وذكره ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ٢/٩٠-٩١ وقال لا يصح.


الصفحة التالية
Icon