أما الإمام القيجاطي فقد رأى أن مراد مالك ترجيحها على غيرها فقال: "وذلك أن مالكا ـ رحمه الله ـ أراد أن يرجح قراءة نافع على غيرها من القراءات، فعبر عن ذلك بأنها سنة، أي: هي الأولى بالاتباع من غيرها، لاجتهاد نافع، ولكون أهل المدينة اجتمعوا عليه"(١).
وذهب الإمام أبو بكر بن العربي المعافري إلى أن المراد تمثيل قراءة نافع لمقتضى الرخصة في القراءة بالأحرف السبعة التي أنزل بها القرآن، فقال: "روى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قالا:
"أخرج إلينا مالك مصحفا لجده زعم أنه كتبه في أيام عثمان حين كتب المصاحف، مما فيه" ولا يخاف عقباها"(٢)بالواو، وهكذا قرأ أبو عمرو من القراءة السبعة وغيره(٣). فإن قيل: لم يقرأ به نافع وقد قال مالك: "السنة قراءة نافع"؟ قلنا: ليس كل أحد من أصحابه، ولا كل سامع يفهم عنه، في قراءة نافع الهمز وحذفه، والمد وتركه، والتفخيم والترقيق، والإدغام والإظهار، في نظائر لها من الخلاف في القراءات، فدل على أنه أراد: "السنة في توسع الخلق في القراءة بهذه الوجوه، من غير ارتباط إلى شيء مخصوص منها"(٤).
(٢) - آخر آية من سورة "الشمس".
(٣) - قال ابن مجاهد في السبعة: "قرأ نافع وابن عامر "فلا يخاف" بالفاء، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام، وقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي "ولا يخاف" بالواو، وكذلك هي في مصاحفهم".
(٤) - أحكام القرآن لابن العربي – القسم الرابع ١٩٤١.
كنحو أحياكم وفي هداي
مثواي والدنيا وفي رءياي
إلا بيحيى ثم سقيا واختلف
في ياء سقياها وفي حذف الألف
كحذف أحياكم وأحياهم وقل
بالحذف عقباها ولا ياء ثقل
سيماهم في البكر أيضا تال
وسورة الرحمن والقتال
سوف تراني مع لن تراني
ءاتاني الكتاب مع أوصاني
ثم اجتباكم وفتاها واجتباه
كذاك ترضاه اشتراه وإناه
ثم أتنهانا كذا وقاهم
ثمت أنسانيه مع سقاهم
ورسمها بالياء أيضا جاء
كما مضى لدى ذوات الياء
كلتا لدا الباب وتترا بألف
وفي لدى في غافر قد اختلف
وخلف نخشى أن جنا تعسا وصف
لكن تعسا في الصحيح بالألف
باب ذوات الواو خطت ياء
في أحرف معدودة ولاء
وهي القوى تلى زكى جليها
سجى الضحى كيف أتى طحيها
وهاك واوا وردت في أحرف
قد عوضت في رسمها من ألف
وهي كمشكاة وبالغدوة
مع منوة وإلى النجوة
وفي الربوا أيضا وفي الصلواة
وفي الزكوة ثم في الحيوة
نكر لفظهن أو إن عرفا
وكانت التاء بهن طرفا
والخلف آت في ربا في الروم
وليس واو فيه في المعلوم
وألف من بعد واو في الربوا
وفي امرؤا كذاك كل كتبا
باب حروف وردت مقطوعة
في رسمهن هاكها مجموعة
أن لا أقول اقطعه في الأعراف
أن لا يقولوا ثم عن خلاف
في الأنبياء واتفاق في الدخان
وسورة الحج وحرف الامتحان
وأخرى هود مع حرف نونا
وسورة التوبة مع ياسينا
فصل ومن ما ملكت فاقطعه
إلا الذي في النور ولتتبعه
حرف المنافقين عن خلاف
وقطع إن ما الرعد بائتلاف
عن ما نهوا عن من ومن مع ظاهر
وأن ما تدعون لا تغادر
وأنما غنمتم مختلف
في رسمه والوصل فيه أعرف
ورسم إنما الذي في النحل
كرسم هذا في أصح القول
وأن ما بالقطع في الإمام
من قبل توعدون في الأنعام
أن لم بفتح جاء في المعدود
كذا بكسر غير حرف هود
فصل وأم من جاء في النساء
ومثله أم من خلقنا جاء
وأم من أسس وأم من يأتي
ولات حين مثلهن آت
وحيث ما ويوم هم في الطول
والذاريات قطعوا للفصل