وذكر السيوطي في البغية في ترجمة أشعث بن سهل التجيبي المصري النحوي أبي المنصور، نقلا عن أبي عمرو الداني أن أشعث هذا " روى كتاب "التمام" لنافع بن أبي نعيم القارئ عن أحمد بن محمد المديني عن ابن شيبة عن نافع..."(١).
وهذه الرواية من هذه الطريق مبسوطة عند أبي جعفر النحاس في كتابه "القطع والائتناف"، وعليها اعتمد في عرض مذهب نافع في ذلك في كتابه، وأشار إلى ذلك في مقدمته بقوله:
"كل ما قلنا فيه" قال نافع"، فانا كتبناه عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال المقرئ(٢)، يرويه عن إسماعيل بن عبد الله المقرئ(٣)وأشعث بن سهل(٤)عن أحمد بن محمد(٥)عن سقلاب عن نافع بن أبي نعيم"(٦).
ويعتبر كتاب القطع والائتناف الآنف الذكر سجلا يكاد يكون كاملا بمذهب نافع في وقف التمام، اذ عني النحاس فيه بالمقارنة بين أقوال علماء الوقف الذين تقدموه والموازنة بينها، وعني بإيراد المواقف التي قال عنها نافع انها من الوقف التام، فكان يقره أحيانا، وينتقده أحيانا أخرى، أو يورد كلام من انتقده من علماء الفن.
وسيأتي لنا أن طائفة من الوقفات التي ينتقدها المتأخرون عادة على الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي جمعة الهبطي ـ واضع الوقف المغربي المقروء به في الوقت الحاضر بالمغرب والشمال الافريقي ـ هي في الواقع من اختيارات نافع في كتاب التمام، وأولها الوقف على "ذلك الكتاب لا ريب" في أول سورة البقرة(٧).

(١) - بغية الوعاة ١/٤٥٨ ترجمة ٩٣٨.
(٢) --سيأتي في أصحاب الأزرق صاحب ورش.
(٣) - هو أبو الحسن النحاس صاحب الأزرق وسيأتي.
(٤) - كذا، ولعل الأصح "عن أشعث" لأن إسماعيل النحاس يروي عنه كما في بغية الوعاة ١/٤٥٨.
(٥) - هو المديني الآنف الذكر
(٦) - القطع والائتناف ٩٩.
(٧) - ينظر الوقف عليها لنافع في القطع والائتناف ١١٣ وفي المكتفى للداني ١٥٨.

ويختم الشرح بقوله: "قد أتينا بفضل الله على ما أردنا، وإلى جمعه ونشره قصدنا، من كلام الشيخ المحقق الولي الفقيه الصدر إمام النحاة وبقية الرواة سيدي أبي الحسن علي ابن الشيخ الصالح القدوة... إلخ".
٨- مختصر من مجموع البيان للتروالي: يوجد مخطوطا بالخزانة الناصرية بتمكروت برقم ١٦٥٣ غير مذكور مؤلفه(١).
٩- شرح المورد أو "تنبيه العطئان على مورد الظمآن" لحسين بن علي بن طلحة الركراكي الشوشاوي (ت ٨٩٩).
وهو شرح مشهور أوله قوله: الحمد لله رب العالمين... وبعد فهذا كتاب سميته بتنبيه العطشان على مورد الظمآن ومن الله أسأل الإعانة والتوفيق إلى سواء الطريق والتحقيق". ثم شرع في المقصود فقال:
قال الناظم أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الأموي الشريشي عفا الله عنه – هكذا ثبت في نسخة الناظم بخط يده – رحمه الله -، وفي هذه المقدمات عشرة مطالب: أحدها ما اسم الناظم ؟ ثانيها ما نسبه ؟ ثالثها ما بلده ؟ رابعها ما فنونه ؟ خامسها ما تواليفه ؟ سادسها لأي شيء ذكر اسمه ؟ سابعها لأي شيء عبر بالماضي في موضع المستقبل لفظا، مع أنه لم يقل بعد شيئا، ولكنه سيقوله ؟ ثامنها ما مراده ؟ تاسعها ما... (٢) عاشرها ما أحسن الكتب المؤلفة في علم الرسم ؟".
(١) - دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية للأستاذ المنوني ١٠١.
(٢) - بياض في النسخة التي اعتمدتها وهي عتيقة من أوقاف بعض مساجد آسفي توجد بنظارة الأوقاف بها.


الصفحة التالية
Icon