"وعن نافع بن أبي نعيم قال: رثى رجل(١)من موالي أهل المدينة عمر بن عبد العزيز فقال:

قد غيب الدافنون اللحد إذ دفنوا بدير سمعان(٢)حرثان الموازين
من لم يكن همه عينا يفجرها ولا النخيل ولا ركض البرادين"(٣).."(٤)
ومن حديثه في تاريخ الأدب أيضا ما أخرجه أبو الفرج الأصفهاني قال:
"أخبرني الحسن بن يحيى عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال: حدثني ابن أخي الأصمعي عن عمه عن نافع بن أبي نعيم أن عبد الرحمن بن عوف هو الذي استرضى عمر بن الخطاب، وكلمه في أمر الحطيئة(٥)
(١) - هو الشاعر المدني المشهور بابن عائشة، كما سماه ابن الجوزي في رواية أخرى ذكرها عقب هذه، سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز ٣٣٦.
(٢) - مات عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه – بدير سمعان من أرض حمص الشام لأربع بقين من رجب سنة ١٠١ هـ وصلى عليه يزيد بن عبد الملك – سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ٣٢٨.
(٣) - في بعض الروايات "قسطا س الموازين" – سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز ٣٣٦ وفي بعضها "جربان" بالجيم والباء الموحدة، قال المقري الرواية هكذا: قد غيب الرامسون اليوم... إذ رمسوا... بدير سمعان قسطاس الموازين
أقول لما نعى الناعون لي عمرا لا يبعدن قوام الحق والدين
(أزهار الرياض ٣/٦٣.)
(٤) - سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ٣٣٦.
(٥) - هو الشاعر المشهور، واسمه جرول بن أوس العبسي، مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وكان سبب سجن عمر له هجاؤه للزبرقان بن بدر التميمي، فاستعدى عليه عمر فسجنه، حتى استعطفه بالأبيات المشهورة التي منها قوله:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر
فرق له عمر وأطلقه، وأخذ عليه المواثيق أن لا يعود إلى هجاء ما عاش عمر، وأعطاه في مقابل ذلك ثلاثة آلاف درهم اشترى منه بها أعراض المسلمين " – ينظر في ذلك كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ٢/٥٦-٥٧.

ولما يسر الله الكبير المتعال، إتمامه على ذلك المنوال، سميته "دليل الحيران، على مورد الظمآن"، ثم بعد المقدمة بدأ بالترجمة للناظم وذكر مصنفاته، ثم انتقل إلى شرح أرجوزة الخراز بقسميها بيتا بيتا، ملتزما بالمنهاج الذي رسمه، إلى أن أتى على آخر الشرح، و"كان الفراغ من تبييضه في أوائل صفر الخير عام ١٣٢٥هـ(١).
٢٤- تحقيقات على "دليل الحيران" للشيخ المقرئ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي(٢).
ذكره مؤلفه في خاتمة كتابه "هداية القارئ، إلى تجويد كلام الباري"(٣).
٢٥- شرح المسائل المشكلات في "مورد الظمآن" لمحمد بن محمد بن العباس التلمساني الشهير بأبي عبد الله ذكره له الأستاذ عادل نويهض، وذكر أن مؤلفه من أصحاب الشيخ أبي عبد الله بن غازي المكناسي، وأنه كان حيا بعد سنة ٩٢٠هـ"(٤). وسيأتي ذكره في أصحاب أبي عبد الله بن غازي ورجال مدرسته.
٢٦- شرح مورد الظمآن لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد التادلي الرباطي (ت١٣١١هـ).
ذكره له الشيخ عبد الله الجراري في بعض مؤلفاته عنه (٥).
٢٧- شرح مورد الظمآن للشيخ أبي حامد محمد المكي البطاوري (ت ١٣٥٥هـ)
ذكره له الشيخ عبد الله الجراري في بعض مؤلفاته، وذكر أن له نحوا من ستين كتابا فذكره منها(٦).
(١) - ذكره في آخره، وقد صدر له في إحدى طبعاته التونسية بأبيات على سبيل التقريظ بقوله: الرسم علم نافع – للحضري والبدوي – لا سيما الرسم الذي – عن الصحابة روي – ومورد الظمآن جا – على المهم ينطوي – وشرحه دليل حيران به الرسم حوي".
(٢) - كان من المقرئين لعلوم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إلى أن توفي سنة ١٤٠٩هـ.
(٣) - هداية القاري ٦٧٠-٦٧١.
(٤) - معجم أعلام الجزائر ١٨٣.
(٥) - من أعلام الفكر المعاصر للجراري ٢/٢٤٣-٢٥٩ وكذا في كتابه "شخصيات مغربية" العدد ٥ ص ٩٧ الطبعة الأولى ١٩٨٠- الدار البيضاء.
(٦) - من أعلام الفكر المعاصر للجراري ٢/٢١٦-٢١٨.


الصفحة التالية
Icon