وقال الذهبي: "وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس، ولينه أحمد بن حنبل ـ أعني في الحديث ـ أما في الحروف، بالاتفاق... ثم قال:
قال ابن عدي في الكامل: له نسخة عن الأعرج نحو من مائة حديث، وله نسخة أخرى عن أبي الزناد وله في التفاريق قدر خمسين حديثا، ولم أر له شيئا منكرا". ثم قال الذهبي:
"ينبغي أن يعد حديثه حسنا.."(١).
وقال ابن سعد: كان ثبتا، وقال الساجي: اختلف فيه أحمد ويحيى(٢)، فقال أحمد: منكر الحديث، وقال يحيى: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث"(٣).
وقال ابن الجزري: "هو قليل الحديث، مع أنه روى عن نافع عن ابن عمر، وعن الأعرج عن أبي هريرة وجماعة، ولكنه تصدى للإقراء، ولم يخرج له شيء في الكتب الستة"(٤).
وقد جمع أحاديث نافع بن أبي نعيم في جزء خاص بعض الأئمة وهو أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ (ت ٣٨١هـ) ونشر أخيرا في كتاب خاص(٥).
وهكذا فباستثناء الإمام أحمد، الذي اختلفت العبارة المنقولة عنه في حقه، فجاءت بلفظ "منكر الحديث" كما عبر الساجي فيما تقدم، وجاءت بلفظ "لينه أحمد عند الذهبي، وجاءت عند ابن القيم وابن حجر نقلا عن أحمد بلفظ: "يؤخذ عنه القرآن، وليس في الحديث بشيء"(٦).
باستثناء أحمد، فالاتفاق على قبوله وثقته وصدقه، بل ذهب طائفة من الأئمة إلى تصحيح حديثه، قال ابن حجر في كتابه تلخيص الحبير:

(١) - سير أعلام النبلاء للذهبي ٧/٣٣٧ ترجمة ١٢١.
(٢) - يحني بن معين.
(٣) - تهذيب التهذيب لابن حجر ١٠/٤٠٧-٤٠٨.
(٤) - غاية النهاية ٢/٣٣٣ ترجمة ٣٧١٨ – ونحوه عند الذهبي في معرفة القراء الكبار ١/٩٢.
(٥) - طبع ونشر بتحقيق أبو الفضل الجويني الأثرى ـ طنطا ـ دار الصحابة ١٤١١هـ في ٨٤ صفحة.
(٦) - جلاء الأفهام لابن القيم ٢٦٤.

إلى آخر ما ذكره في التقييد، وقد نقل في المسائل التالية عن "قطيفة المسكين" للسيد المولى أبي عبد الله محمد بن سليمان القيسي(١) الوجوه التي في "هؤلاء" وبأييم الله"، وعن أبي سعيد القيسي في "كتاب الهمز"(٢) له في مواضع كثيرة... ولم أقف من التقييد إلا على القسم الأول منه، وهو دال على بقيته فيما يتصل بغرضنا من إبراز هذا الجانب من جوانب الحذق والإتقان في المدرسة المغربية في مجال الرسم القرآني انطلاقا من جهود مدرسة أبي عبد الله الخراز رحمه الله(٣).
شروح جزئية لباب تصوير الهمز من "المورد"
وإلى جانب ما تقدم من الشروح على المورد والتقاييد والحواشي على بعض مسائله، نجد طائفة من علماء هذا الفن قد اتجهوا خاصة إلى باب "تصوير الهمز" من الأرجوزة، وهو الباب الذي صدر له الخراز بقوله:
وهاك حكم الهمز في المرسوم... وضبطه بالسائر المعلوم
فأول بألف يصور... وما يزاد قبل لا يعتبر
نحو "بأن" "وسألقي" "وفإن"... وبمراد الوصل بالياء "لئن"
فمما ألف في ذلك من الشروح:
٤٠- كتاب الهمز لأبي سعيد خلف بن أحمد القيسي
لم أقف على ترجمة لمؤلفه، وإنما وفقت على النقل عنه عند بعض شراح المورد والمذيلين عليه:
فقد نقل عنه محمد العربي الغماري في تقييده الآنف الذكر في شرح ضبط الخراز مما نقله عن شرح أبي زيد القصري في مواضع، منها قوله عند ذكر "إدَّارأتم" : ونص خلف بن أحمد القيسي على أنه لا تلحق صورة الهمزة في ادَّارأتم لأنها حرف تستغني عن الصورة(٤).
(١) - القيسي هو صاحب أبي عبد الله الصفار وناظم "الميمونة الفريدة في الضبط". وسيأتي التعريف به وبأرجوزته المذكورة.
(٢) - سيأتي عن قريب.
(٣) - أصل المخطوطة مصورة عن مجموع في خزانة الأستاذ طالبون الحسن بمراكش جزاه الله خيرا.
(٤) - تقييد على ضبط الخراز من شرح أبي زيد القصري.


الصفحة التالية
Icon