"حديث ـ إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه ليس دونها حجاب ولا ستر، فقد وجب عله الوضوء، - ابن حبان في صحيحه من طريق نافع بن أبي نعيم ويزيد بن عبد الملك(١)جميعا عن سعيد المقبري عن أبي هريرة بهذا". وقال ـ يعني ابن حبان ـ "احتجاجنا في هذا بنافع دون يزيد بن عبد الملك" ـ وقال في كتاب الصلاة له: "هذا حديث صحيح متنده، عدول نقلته"، وصححه الحاكم من هذا الوجه، وابن عبد البر، وأخرجه البيهقي والطبراني في الصغير(٢)، وقال: لم يروه عن نافع بن أبي نعيم إلا عبد الرحمن بن القاسم، تفرد به أصبغ". وقال ابن السكن: "هو أجود ما روي في هذا الباب". وقال ابن عبد البر:
"كان هذا الحديث لا يعرف إلا من رواية يزيد حتى رواه أصبغ عن ابن القاسم عن نافع بن أبي نعيم ويزيد جميعا عن المقبري، فصح الحديث، إلا أن أحمد بن حنبل كان لا يرضى نافع بن أبي نعيم في الحديث، ويرضاه في القراءة، وخالفه ابن معين فوثقه"(٣).

(١) - هو زد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي أبو المغيرة المدني، قال الخزرجي في الخلاصة: ٤٣٣: عن أبي سلمة، وعنه ابن القاسم، قال النسائي: متروك".
(٢) - حديثه عند الطبراني في المعجم الصغير ١/٤٢-٤٣. بسنده عن أصبغ بن الفرج، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن نافع بن أبي نعيم ويزيد ن عبد الملك النوفلي، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه ليس دونها حجاب، فقد وجب عليه الوضوء" قال الطبراني: "لم يروه عن نافع إلا عبد الرحمن بن القاسم الفقيه المصري.
(٣) - تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير لابن حجر ١/١/١٢٥-١٢٦.

ووقفت على نقول ضافية عنه في التقييد الآنف الذكر لمسائل من الرسم من المورد وغيره لأبي العباس المصيمدي من أهل المائة التاسعة حيث قال مشيرا إليه:
"قال أبو سعيد القيسي في كتاب الهمز" له: من يشإ الله يضلله في سورة الأنعام، وفإن يشإ الله يختم" في سورة حم **، الهمزة في هذا كله على رأس الألف، والسكون فوقها، وهي لام الفعل إلا إذا لقيها ساكن تكسر لالتقاء الساكنين في اللفظ خاصة، ولا تكسر في الخط، إلا في مصاحف أهل الأندلس خاصة".
وقال في موضع آخر من التقييد: "وينبغي لمن ضبط المصحف في زماننا هذا أو ضبط عليه، أن يجعل الهمزة الأولى في "أأنزل" أألقي" "أأشهدوا" في أنف الألف هكذا" ثم قال:
قال أبو سعيد القيسي: "تبوءوا الدار" الهمزة في قفا الواو الثانية، وهي لام الفعل هكذا".
قال أبو سعيد القيسي: "أما" برءاؤا منكم فالهمزة الأولى في الألف الحمراء، والثانية في صدر الواو السوداء"(١).
٤١- شرح تصوير الهمز من مورد الظمآن "لأبي علي الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز اللجائي الملقب بـ"كنبور" (ت ١٢٨٣ هـ)، ومؤلفه كما يقول الكتاني ـ "خاتمة أعلام أئمة القراءات بالمغرب ومحدثيه، ترجم له في "فهرس الفهارس"، وذكر من مشيخته في القراءات المعمر محمد بن إبراهيم الزروالي العصفوري الذي يروي عن أبي الحسن الحساني عن أبي زيد المنجرة بأسانيده، وعن العصفوري أيضا عن محمد بن عبد السلام الفاسي بأسانيده(٢).
أما شرحه على تصوير الهمز فقد ذكره بعض الباحثين(٣)، وتقدم ذكر حواشيه على "فتح المنان".
٤٢- طُرَرٌ على شرح أبي علي الحسن بن محمد كنبور لتصوير الهمز لأبي محمد عبد الله زيطان الخمسي(٤).
(١) - تقدم ذكر التقييد في الصفحة ١١٦-١١٧.
(٢) - فهرس الفهارس عبد الحي الكتاني ١/٢٩١-٢٩٢ ترجمة ٩٨.
(٣) - القراء والقراءات بالمغرب لسعيد أعراب ١٦٢-١٦٣
(٤) - المرجع نفسه ١٦٦.


الصفحة التالية
Icon