"وقال محمد بن إسحاق: أخبرني أبي نه لما صلى بالناس بالمدينة جهر ببسم الله الرحمن الرحيم، قال: فأتاني الأعشى أبو بكر(١)ابن أخت مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ فقال: إن أبا عبد الله يقرأ عليك السلام ورحمة الله، ويقول لك: من خفته على خلاف أهل المدينة، فإنك ممن لم أخف، وقد كان منك شيء، قلت: وما هو؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. قال: فأبلغه عني السلام كما أبلغتني، وقل له: اني كثيرا ما سمعتك تقول: "لا تأخذوا عن أهل العراق، فاني لم أدرك أحدا من أصحابنا يأخذ عنهم، وانما جئت في تركها عن حميد الطويل(٢)، فإن أحببت أخذنا عن أهل العراق أخذنا هذا وغيره من قولهم، وإلا تركنا حميدا مع غيره، فلم يكن علي به حجة، وقد سمعتك كثيرا ما تقول: خذوا كل علم عن أهله، وعلم القرآن بالمدينة عن نافع، فسألته عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، فأقرأني بها، وقال: أشهد أنها من السبع المثاني، وأن الله عز وجل أنزلها"(٣).
"وحدثني عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر أنه كان يبتدئ بها ويفتتح كل سورة"، وحدثني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب قال: مضت السنة بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم"(٤).

(١) - هو عبد الحميد بن أبي أويس، وسيأتي في الرواة عن نافع.
(٢) - هو حميد بن أبي حميد يعرف بالطويل، من رواة الحديث بالبصرة، يروي عن أنس بن مالك الأنصاري والحسن وعكرمة، وعنه شعبة ومالك والسفيانان والحمادان وخلق، قال شعبة: لم يسمع من أنس إلا أربعة وعشرين حديثا، قال الهيثم: مات سنة ١٤٢ هـ" – الخلاصة للخزرجي ٩٤.
(٣) - جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي ٢/٤٤٤.
(٤) - نفس المصدر والصفحة.

وقد ذكره له بعض الباحثين وكناه بأبي عبد الله ونسبه فقال: "الحسناوي" وذكر أنه فرغ منه عام ١٢٧٢هـ(١)، وذكر في مكان آخر أنه له شرح مستقل على باب الهمز من مورد الظمآن تعرض فيه لمسائل تصوير الهمز على مذهب القراء السبعة"(٢).
الفصل السادس:
شروح ذيل المورد المتعلق بالضبط، وهو المعروف أيضا بعُمدة البيان.
٤٥- شرح ضبط الخراز لأبي عبد الله محمد بن شعيب بن عبد الواحد اليصليتي المشهور بالمجاصي
تقدم ذكر شرحه على القسم المتعلق بالرسم، وقد فرغ من تأليفهما معا سنة ٧٤٣هـ، ولعل هذا الشرح هو أقدم شرح للضبط المذكور، ولذلك اعتمده غير واحد ممن شرحوه بعده، وما يزال شرحه مخطوطا في بعض الخزائن.
٤٦- كشف الغمام في ضبط مرسوم الإمام "للحسن بن علي بن أبي بكر المنبهي الشهير بالشباني من أهل المائتين الثامنة والتاسعة.
ذكره له المراكشي في الإعلام وسماه كما ذكرنا وقال: " في مجلد من القالب الكبير، وقفت عليه بخط اليد، قال، "والمنابهة يسكنون خارج مراكش، وهو صنو القاضي بمراكش محمد بن علي الآتي"(٣).
ثم ترجم في مكان آخر لمحمد بن علي المنبهي المذكور فذكر أنه من أئمة مراكش في القرن الثاني عشر، وذكر صدور بعض الفتاوى عنه سنة ١١٣١(٤).
وقد استوقفني هذا التعريف الذي قدمه المراكشي بصاحب الكتاب، وعلى الأخص في هذه الصلة من الأخوة التي عقدها بينه وبين القاضي المذكور، والغالب أنه إنما استند فيها إلى اشتراكهما في اسم الوالد والقبيلة.
(١) - سعيد أعراب في نظرة عن التراث القرآني حول مقرأ نافع "ص. ١٦٢ (دعوة الحق العدد ٢٧٣ السنة ١٩٨٩م).
(٢) - القراء والقراءات له ١٦٦.
(٣) - الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام للعباس بن إبراهيم المراكشي ٣/١٦٧ ترحمة ٤١٣.
(٤) - الإعلام ٦/٩١-٩٢ ترجمة ٧٦٤.


الصفحة التالية
Icon