وفي بعض المصادر أن عبيد الله بن سعد الفاتح الأول لافريقية تقدم عقبة إلى تأسيس مسجد بموضع القيروان، وهو المسجد المعروف عند باب عبد الله بـ"مسجد ابن أبي سرح"(١).
والمتتبع لحركة إنشاء المساجد لهذا العهد في البلاد المغربية المفتوحة يلاحظ تلك العناية البالغة التي لقيتها في العهود الأولى مع قلة الإمكانيات وضعف الموارد، هذا إلى جانب المساجد الخاصة التي كان يقيمها المتطوعون، ويجعلون منها في الوقت نفسه محاضر لتعليم القرآن.
فهذا البهلول بن راشد كان له بالقيروان مسجده الخاص الذي يقرئ فيه، وقد زاره فيه الأمير هرثمة بن أعين في موكبه(٢).
وفي أخبار التابعي الجليل حنش بن عبد الله الصنعاني أنه اختط بالقيروان مسجدا ينسب إليه(٣).
وفي أخبار أبي عبد الله بن رباح اللخمي أحد أعضاء البعثة العمرية أنه سكن القيروان، واختط بها مسجدا عند باب نافع(٤).
وفي ترجمة عبد الله بن يزيد الحبلي (ت ١٠٠) أنه بث بافريقية علما كثيرا، واختط بالقيروان درا ومسجدا بناحية باب تونس(٥).
وقد قيل عن عنبسة بن خارجة الغافقي (ت ٢١٠) انه أقام بالقيروان مسجدا عظيما فيه نحو عشرين سارية عظاما(٦).
ومثل ذلك عن إسماعيل بن عبيد الملقب بـ"تاجر الله" أنه أسس مسجد الزيتونة بالقيروان عام ٧١هـ(٧).

(١) - رياض النفوس للمالكي ١/٦٧.
(٢) - ترتيب المدارك ٣/٩٥.
(٣) - معالم الإيمان للدباغ ١/١٨٧ – ورياض النفوس ١/١٢١ ترجمة ٤١.
(٤) - رياض النفوس ١/١١٩-١٢٠.
(٥) - معالم الإيمان ١/١٤.
(٦) - ترتيب المدارك ٣/٣١٩.
(٧) - معالم الإيمان ١/١٢٦، وينظر في باقي مساجد التابعين بالقيروان رياض النفوس ١/١٢٩-١٣٠.

وان كنت في غير الفريضة قارئا فبسمل لقالون لدى السور الزهر
مدى الدهر الا في ابتداء براءة لتنزيلها بالسيف من مرسل النذر
ذكر فاتحة الكتاب وذكر ميم الجمع
إذا لقيت ميم الجماعة همزة فأشبع لورش ضمة الميم في المر
وأسكن لقالون، وان تلق ساكنا فضم لقالون وورش على قدر
وفيما عدا هذا هما يسكنانها كذا رويا عن نافع عن ذوي الحجر
وعندي لقالون رواية ضمها وقد نشر التخيير عنه ذوو العشر(١)
ولم أر من يقرا بإشباع أحمد(٢) فأذكر في "إياك نعبد" ما أدري
وفي "ملك يوم الدين" ثم أنص ما يخالف فيه الأصل من علل تجري
ذكر هاء الإضمار
صل الهاء مع ضم بواو إذا أتت على أثر تحريك، وكن غير مغتر
ومع كسرها صلها بياء إذا أتت كذلك، واسمعني فلست بذي هجر
ولا تصلنها عند إتيان ساكن ولا بعده، والق الفوائد بالبشر
وأشمم ورم ما لم تقف بعد ضمة ولا كسرة أو بعد أميهما فادر
وان تتصل هاء بفعل جزمته فمختلس قالون في غير ما كثر
لدى آل عمران، وفي سورة النسا وفي النور والشورى وفي النمل عن خبر
وفي سورة الأعراف والشعراء قد دللتك فاعلم لست في مجهل قفر
ووافقه ورش على يرضه لكم لدى كلمات الله في الشكر والكفر
ذكر المد والقصر
إذا الألف المفتوح ما قبلها أتت أو الواو عن ضم، أو الياء عن كسر
ومن بعد إحداهن همز فمدها ممكنة دون الخروج عن القدر
ومد لحرف ساكن جاء بعدها وكن من تلاقي الساكنين على حذر
وان يتطرف عند وقفك ساكن فقف دون مد ذاك رأيي بلا فخر
فجمعك بين الساكنين يجوز ان وقفت، وهذا من كلامهم الحر
وان تتقدم همزة نحو ءامنوا وأوحى فامدد ليس مدك بالنكر
(١) - كذا في الأصل والمراد الطرق العشر المروية عن نافع، وفي باقي النسخ "ذوو النشر".
(٢) - هو أحمد بن صالح أبو جعفر المصري صاحب ورش، وقد تقدم ذكر ما تفرد به عنه في إشباع كسرة ملك يوم وضمة نعبد وإياك وما شابههما في ترجمته في أصحاب ورش، وفي ترجمة ابن سفيان. صاحب الهادي.


الصفحة التالية
Icon