أرجوزة من أحسن ما نظمه المتأخرون وأوعبه لما يحتاج الطالب إله من أمور الرسم وفروعه ودقائقه، وقد صدر لها بمقدمة قيمة تعرض فيها لبعض أحكام القراء، وأصول الأداء فيما يخص التعوذ والبسملة في قراءة نافع من رواية ورش، ثم تطرق لوجوب المحافظة على الرسم الذي أصله الصحابة في المصحف الإمام، ثم ذكر أن الله تعالى ألهمه إلى نظم قصيدة من بحر الرجز في رسم القرآن وضبطه على رواية ورش قال: ذكرت فيها جل مهمات الرسم وحررت معظمه مع بيان ما يشكل منه عند الكتب من حذف أو إماله وإعجام الذال وتثليث الثاء وما يلتبس من سين أو صاد أو إدغام، وما قد زيد من حرف، أو حذف من حرف علة، وكذا وجوه الهمز من تحقيق وتسهيل وإبدال، والحروف المقطوعة في الخط والموصولة والتاءات المجرورة، والكلمات المحمولة قبل الوصل بواو أو ألف أو ياء من كل ما يصعب رسمه، وسميت هذا النظم ب"تحفة القراء..." حملني على جمعه ما قد رأيته من بعض معلمي هذا الزمان، وما هم عليه من عدم الإتقان لرسم كلمات القرآن وقد اشتمل على ألف بيت وواحد وثمانين بيتا، ورمزه شفا، فالشين ألف والفاء ثمانون والألف واحد، وان شئت قلت في رمزه "شاف".
وتاريخ نظمه عام ١٣٧٢ هـ، ثم بدأ في ذكر الأرجوزة بقوله:
بدأت باسم الله ذي الجلال... أحمده جل بكل حال
ثم الصلاة والسلام توأمان... على الهادي الذي به كل أمان
ثم قال بعد مقدمة طويلة:
وبعد فالمقصود من ذا النظم... بيان ما يشكل عند الرسم
من حذف أو ممال أو إعجام... أو سين أو صاد أو الإدغام
وما له أضيف من أبواب... تنفع أهل الخط في الكتاب
كبعض ما قد زيد وما قد حذفا... من أحرف العلة أو ما خففا
همزه بالتسهيل والإبدال... وقطع بعض الحرف والوصال
وجرتاء أبدلت من هاء... والحمل قبل الوصل بانتهاء
وغير ذا من كل ما به اعتنا... ورسمه يصعب في كتابنا
على الذي اشتهر للإمام... عثمان ورش علم الأعلام
فجئت منه بالذي قد استقر... بالمغرب الأقصى لدى أولي النظر


الصفحة التالية
Icon