ومعظم المحذوف قد وجدته... نظما، ومن أصوله أخذته
غيرت نظمه كما أريد... ألفاظه تنقص أو تزيد
والله أسأل سداد الرأي... فيما انطوى في مقصدي ورأيي
ثم بدأ بذكر الحذف على الهجاء فقال:
القول فيما أتى من همز حذف(١)... بألف رقيقة كما ألف
"قرآنا" يوم يأتي مع لبشر(٢)... جاءنا آلهتنا "احذف تنصر
كذا آمنتم "وزد" "خطيئات"... وبرءوا المشآت "سواءت"
ثم قال في الباء:
القول في الباء التي قد وصفت... بنقطة من أسفل وحذفت
"تباشروهن: و"بارزونا... و"باشروهن" "ربّا نيونا"
وهكذا سار على هذا النسق إلى آخر الأرجوزة فقال:
فأسأل النفع بدون متهى... به لكل قارئ هنا انتهى
وقد اقتصرت في النماذج التي ذكرتها على ما نظم على بحر الرجز على نحو ما فعل الخراز، ولم أدخل معه الكثير الكثير من قصائد الرسم والضبط الأخرى التي شاركته في الفن ونظمت على بحر الطويل. كما تركت طائفة من الأراجيز التي نظمت في رسم رواية أو قراءة خاصة مما اعتمد ناظموها أيضا على المصادر نفسها التي اعتمدها في "المورد"(٣).

(١) - هذا اصطلاح عند علماء الرسم المتأخرين، يعبرون عن الحرف الذي حذف بعده الألف بأنه محذوف، وعن ما أثبت بعده بأنه ثابت، ويريد هنا ما حذف من الألفات عقب الهمز.
(٢) - يشير إلى الكلمات المرادة حسب الربع الذي توجد فيه تيسيرا على الطالب فدل على المراد في "قرآنا" باسم الربعين لا باسم السورتين كما فعل الخراز في المورد في قوله: "ومقنع قرآنا أولى يوسف... البيت.
(٣) - من أمثلتها أرجوزة ابن القاضي في رسم قراءة ابن كثير المكي التي يقول في أولها:
الحمد لله العظيم المنان... المانح الفضل لأهل القرءان
إلى أن يقول:
وهاك رسم المكي في القرءان... رتبته نظما فخذ بياني
بنص تنزيل مع العقيلة... ومقنع كفى به وسيلة
وتقع في ٦٧ بيتا وقفت عليها في خزانة خاصة.


الصفحة التالية
Icon