والمساجد التي تقترن بأسماء الولاة في افريقية والمغرب كثيرة، كالمسجد الجامع بتونس الذي بناه والي افريقية عبد الله بن الحبحاب، وكانت ولايته سنة ١١٦(١)، وبالمغرب الأقصى ما يزال مسجد موسى بن نصير قائما بين شفشاون وتطوان، وكذلك مسجد "الشرافات" المنسوب لطارق بن زياد"(٢).
ولقد عني الأمراء بإقامة صروح المساجد في جميع المدن الناشئة في الشمال المغربي خاصة كفاس التي يذكر أن المولى إدريس الأزهر حين شرع في بنائها "شرع في بناء المسجد والسور"(٣).
وعندما تم لأبيه إدريس الأمر وتمهد له المغرب اتجه إلى تلمسان ففتحها " واختط مسجدها وصنع فيه منبرا وكتب عليه اسمه، وقد دخله أبو مروان عبد الملك الوراق في سنة ٢٥٥هـ فرأى منبره وما كتب عليه(٤).
وفي النصف الأول من المائة الثالثة لما أحست مل من فاطمة الفهرية القيروانية وأختها مريم بفاس بالحاجة الماسة إلى مساجد فسيحة تتسع لأكبر عدد من المصلين، قامت الأولى ببناء جامع القرويين في عدوة القرويين، وقامت الأخرى ببناء جامع الأندلس في عدوة الأندلس(٥).
وحين قامت زناتة بالدعوة للأمويين عقب اختلال أمر الأدارسة بفاس قام عامل عبد الرحمن الناصر (٣٠٠-٣٥٠) عليها أحمد بن أبي بكر الزناتي بتوسيع مسجد القرويين منفقا عليه أخماس غنائم الروم(٦).

(١) - المصدر نفسه ١/٥١.
(٢) - المناهل مجلة تصدرها وزارة الثقافة المغربية العدد ٢٨ السنة العاشرة ١٤٠٤-١٩٨٣ بحث "شفشاون وآثارها المعمارية عبير التاريخ لعبد العزيز بنعبد الله ص ٢٢.
(٣) - كان ذلك قبل بناء فاس الحالية كما في الأنيس المطرب بروض القرطاس لابن أبي زرع ص ٣٠.
(٤) - الأنيس المطرب ص ٥٠.
(٥) - المصدر نفسه ٥٤-٥٥.
(٦) - المناهل عدد ٢٨ شفشاون وآثارها للأستاذ عبد العزيز بنعبد الله ٢٧.

ولا بد من إبدالها في "أئمة" فصحوك إن الجاهلين لفي سكر
وان كانتا من كلمتين وجاءتا بكسرك أو بالضم والامر كالامر
فابدالك الاخرى لورش قياسه وتحقيقك الاولى له أبد الدهر
وتسهيلك الاولى لقالون أصله وتحقيقك الأخرى لقد فهت بالدر(١)
وان جاءتا بالفتح فالامر واحد سوى حذفك الاولى لقالون كالبصري
وفي الهمزة الأولى التي الواو قبلها(٢) أو الياء(٣) سر عندنا(٤) غير ذي السر
تسهل ابدالا وتدغم في التي تقدمها فيها، وذلك في المر
ولم تات إلا في ثلاثة أحرف فلله في الدر الذي قلته دري
فمنهن حرف وسط سورة يوسف وحرفان في الأحزاب فاربح بلا تجر
وأصلهما فيما عدا ذاك واحد وفيه وجوه فاعتبرهن بالفكر
إذا انضمت الأخرى أو انكسرت فقل مسهلة، وانطق ولو كنت في طمر
وان تنفتح تبدل على كل حالة وقد حقق الأولى، وطاب جنا شعري
وان تنفتح في موضع الفاء همزة ومن قبلها ضم وحد الحجى يفري
فأبدل لورش، ثم حقق لغيره وألمم بقربي تغرف العلم من نهري
ذكر نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها
وان تتحرك همزة بعد ساكن وليس بحرف المد من كلمتي ذكر
فدعها وحركه بتحريكها وزد من الشكر للمولى يزدك من البر(٥)
وان لام تعريف أتت قبلها جرت على الأصل والتنوين حرف فقس وادر
لورشك والوجهان في هاء سكته نصحتك عن ود ولا نصح عن غمر
وحكمك في "الان" نقل وفي "ردا" وفي "عاد الأولى" لقالون كالمصري(٦)
ولكن قرا قالون "الأولى" بهمزة مسكنة، والعلم يكنز كالتبر
(١) - هذا البيت ساقط في نسخة آسفي. وهو ثابت عند ابن الطفيل (٩٦ تحقيق الشرح : توفيق عبقري).
(٢) - يعني "بالسوء الا ما رحم ربي" في يوسف.
(٣) - يعني "للنبيء الا أن يوذن لكم" في سورة الأحزاب.
(٤) - في بعض النسخ "عندها" وفي بعضها "عنده".
(٥) - في بعض النسخ يزدك من السر وفي بعضها من الصبر وفي بعضها من البشر. وشرحها ابن الطفيل بلفظ "من السبر" وقال: السبر: التجربة والحزر.
(٦) - يعني كورش المصري.


الصفحة التالية
Icon