ولما دخل يوسف بن تاشفين فاس سنة ٤٦٢ حمل أهلها على الاستكثار من المساجد ورتب بناءها(١)وقد انتهى عدد مساجدها في أيام المنصور الموحدي (٥٨٠-٥٩٥) وابنه الناصر (٥٩٥-٦١٠) إلى سبعمائة وثمانين مسجدا"(٢).
ويذكر صاحب اختصار الأخبار عما كان بسبتة من سني الآثار أنه كان بها ألف مسجد"(٣).
أما في الأندلس فلو ذهبنا نتقصى حركة بناء المساجد العامة والخاصة لطال بنا القول واتسع المجال، ولكن حسبنا أن نسوق للدلالة على كثرتها وانتشارها ما ذكره العلامة أبو العباس المقري عن قرطبة وأرباضها في قوله: "ومبلغ عدد المساجد بها في أيام عبد الرحمن الناصر (٣٠٠-٣٥٠) ثلاثة آلاف وثمانمائة وسبعة وثلاثون مسجدا"(٤).
ويقول عن أرباضها التابعة لها وعددها "واحد وعشرون ربضا، في كل ربض من المساجد والأسواق والحمامات ما يقوم بأهله، ولا يحتاجون لغيره، وبخارج قرطبة ثلاثة آلاف قرية في كل واحدة منبر وفقيه ومقلص(٥). تكون الفتيا في الأحكام والشرائع له"(٦).
تلك بعض الصور والنماذج عن عناية الناس بإقامة المساجد لهذا العصر في المغرب والأندلس، ونحن وإن ركزنا على الحواضر الكبرى، فإنما أردنا بذلك ضرب الأمثلة، إذ مهما يقل عن جدارتها بمثل ذلك بحكم تزايد عمرانها وكثرة سكانها، فإنها لم تكن إلا صورة مكبرة للمدن الصغيرة التابعة لها.

(١) - تاريخ ابن خلدون ٦/١٨٥.
(٢) - الأنيس المطرب ٤٧.
(٣) - محمد العربي الخطابي في موضوع "سبتة ورجالها" العدد ٢٢ ص ١٧- ١٤٠٢هـ-١٩٨٢.
(٤) - أزهار الرياض للمقري ٢/٢٧٢.
(٥) - أصلها "مقلس" أي لابس القلنسوة وهي الزي الرسمي للمفتين القضاة.
(٦) - نفح الطيب للمقري ١/٧.

ذكر ترتيب الهمزة الساكنة(١)
إذا وقعت فاء من الفعل همزة فأبدل لورش دون قالون عن امري
وان وقعت عينا ولاما همزتها لورش وقالون بعضب فم(٢) يبري
ولكن روى في البير والذيب(٣) ورشنا وفي بيس ترك الهمز عن صادق بر
وبيس فلم يقرأه بالهمز نافع إذا كان نعتا، وهو في موضع وتر(٤)
وشدد "رءيا" بعد إبدال همزه فتاه ابن مينا، وهو قالون ذو الذكر
وحقق ورش ما تصرف من "أوى" رأى فيه ترك الهمز يثقل كالوزر
ولا خلف في إبدال همزة "ءادم" وأمثالها، فاسمع ولا تك ذا وقر
ولا تهمزن ما كانت الواو أصله كقولك في الإنسان "يوفون بالنذر"
فهاذي مجاري(٥) كل ساكنة جرت فخذ حكمتي واستغن إن كنت ذا فقر
ذكر إدغام دال "قد" وإظهارها(٦)
ودال "قد" أظهرها(٧) لستة أحرف كما أظهرت سر الدجي طلعة البدر
بجيم ودال ثم سين وبعدها ثلاث الصفيريات(٨) فافهم عن الفهري
وكن مدغما في الظاء والضاد دال قد لورش، وقالون على أصله يجري
ذكر إظهار ذال "اذ"
وعند الصفيريات تظهر ذال "إذ" وأحرف "جدت" ضاع من في كالعطر
ذكر إظهار لام "هل" و"بل"
وتظهر لاما "هل" و"بل" عند أحرف ثمانية تملى بمثل الظبى الحمر
فتاء وثاء ثم طاء وضادها وظاء وزاي يشبه الطاء في الجهر
ونون وسين تم عدي فأحصه وما تم في يومين فادرسه في شهر
ذكر إظهار تاء التأنيث
وإن سكنت في الوصل تاء مؤنث كقوله قامت زينب ربة الخدر
(١) - في كثير من النسخ "باب" بدل "ذكر" في جميع ما يلي.
(٢) - في نسخة آسفي "بعضو فم".
(٣) - في بعض النسخ تقديم "الذيب" على "البير".
(٤) - يعني في موضع واحد، وهو "بعذاب بيس بما كانوا يفسقون" في سورة الأعراف.
(٥) - في كثير من النسخ "ما جرى" وهو تحريف.
(٦) - في نسخة شيخي "ذكر الإظهار والإدغام في دال "قد".
(٧) - في أكثر النسخ "أظهرت".
(٨) - يعني الأحرف الثلاثة السين والصاد والزاي.


الصفحة التالية
Icon