٢- الإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الآبلي نسبة إلى "آبلة" إحدى قرى بلاد الجوف الأندلسي إلى الشمال الغربي من مجريط، نشأ بتلمسان وقرأ بها، ثم "لجأ إلى المغرب هاربا، لأن سلطان تلمسان يومئد أبو حمو من ولد يغمر اسن بن زيان كان يكرهه على التصرف في أعماله، ففر إلى المغرب، ولحق بمراكش أعوام العشر والسبعمائة، ولزم العالم الشهير أبا العباس بن البناء فحصل عنه سائر العلوم العقلية... ثم ورد على فاس واختصه السلطان أبو الحسن علي بن عثمان المريني، "ونظمه في جملة العلماء بمجلسه"(١).
ويهمنا منه هنا إشارة تدل على الصلة الحميمة التي كانت له بأبي الحسن بن بري حتى ارتفعت الكلفة بينهما وأصبحا يتطارحان المسائل على النحو الذي حكاه الآبلي قال :"لما نزلت تازة بت مع أبي الحسن بن بري وأبي عبد الله الترجالي(٢)، فاحتجت إلى النوم وكرهت قطعهما عن الكلام، فاستكشفتهما عن معنى هذا البيت للمعري :
أقول لعبد الله لما سقاؤنا... ونحن بوادي عبد شمس وهاشم(٣)
(٢) -هو أبو عبد الله محمد بن فتح القيسي الترجالي التازي الفقيه القاضي الأصولي ذكره الونشريسي في وفياته ووصفه بما قلنا وذكر وفاته سنة ٧٢٠هـ- وفيات الونشريسي (ألف سنة من الوفيات ١٠٤) ونحوه في لقط الفوائد للقادري ١٧٧.
(٣) -كان ينبغي أن يكتب لفظ "وها" بالياء "وهى" لأنه يائي، ولكننا آثرنا أن يكتب بالآلف حفاظا على التعمية في اللغز به.