فجعلا يفكران فيه، فنمت حتى أصبح ولم يجداه، فسألاني عنه، فقلت :"معناه : أقول لعبد الله لما وهى سقاؤنا(١)، ونحن بوادي عبد شمس : شم(٢) لنا برقا"(٣).
٣- أبو زيد عبد الرحمن بن العشاب التازي.
وهو من أهل بلده، وتدل بعض المسائل التي نقلها عنه على أنه كان مهتما بتدوين العلم وسؤال العلماء، وقد ساق الإمام الونشريسي في "المعيار" جملة من مسائله تحت عنوان" أسئلة ابن العشاب التسعة والعشرون وأجوبة ابن البقال عنها "وقال :"سأل عنها الفقيه أبو زيد بن العشاب - رحمه الله تعالى- الفقيه العلامة أبا عبد الله بن البقال - رحمه الله تعالى- نقلتها من خط الفقيه الأعرف الأستاذ أبي الحسن علي بن محمد ابن بري، نصها :"الحمد لله حق حمده، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعبده، أما بعد، فحقق الله آمال سيدنا الفقيه الأجل العالم القدوة أبي عبد الله ابن الشيخ الأجل الأكمل أبي عبد الله، فإن المتعلق بأذيالكم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد راغب أن تجيبوه عن مسائل طالما غدا فيها مفكرا فلم يفتح له فيها بجواب، أولها : أن القارئ إذا قرأ آية فيها دعاء يمكن أن يخص به نفسه، كقوله تعالى :"الذين يقولون ربنا إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا... الآية، هل يختص بهذا الدعاء ويرد ضمائره إليه، أم ليس له ذلك بل يقرؤها مسترسلا ينوي من أخبر عنه بذلك كسائر الآيات؟؟.. إلخ.

(١) -يعني تلاشت القربة التي نحمل فيها الماء.
(٢) -معناه ارقب ولاحظ.
(٣) - القصة مذكورة في الإحاطة ٢/٢٢٥، وأزهار الرياض للمقري ٥/٦٤-٦٦ وتعريف الخلف ١/١٠٣ وللبيت تأويل آخر أبعد فيه صاحبه النجعة ذكره في "مفتاح السعادة" لطاش كبري زاده ١/١٤٦-١٤٧.


الصفحة التالية
Icon