وهكذا سرد باقي التسعة والعشرين سؤالا إلى أن قال ابن بري آخرها :"انتهت الأسئلة ونقلتها من خط السائل- رحمه الله- تتلوها الأجوبة إن شاء الله"، ثم بدأ الأجوبة بقوله :"قال الشيخ العلامة المحقق أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي شهر بابن البقال مجيبا عن الأسئلة المذكورة بما نصه... ثم ساق الأجوبة على الترتيب إلى نهايتها.
قال الونشريسي :"انتهت الأجوبة من خط الشيخ الأستاذ أبي الحسن علي بن محمد بن بري نقلها من خط السائل والمجيب في السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم من عام أربعة وعشرين وسبعمائة"(١).
ثم ذكر الونشريسي تقييدا آخر بخط ابن بري مكتوبا على ظهر الأسئلة والأجوبة المذكورة ذكر فيه ترجمة أبي زيد بن العشاب ووفاته سنة ٧٢٤هـ، وترجمة ابن البقال ووفاته سنة ٧٢٥هـ وسيأتي لنا ما ذكر ابن بري عن ابن العشاب نقلا عن ابن بري من تقييده المذكور بحول الله.
٤- أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الخراز صاحب "مورد الظمآن" وأحد شراح الدرر اللوامع، ويظهر أنه كان من أقرانه وممن شاركوه في طرف من مشيخته بفاس وغيرها، إلا أن الإشارة الوحيدة التي تؤكد على صلته به هي التي سبق أن نبهنا عليها، وهي المتعلقة بكتابته لشرحه المذكور وإهدائه نسخة منه أعني من شرحه المسمى ب"القصد النافع لبغية الناشئ والبارع في شرح الدرر اللوامع"، وسيأتي ذكر هذا عن قريب.
والحاصل أن أبا الحسن بن بري كان في زمنه مثال العالم المتفتح والقارئ المتمكن والطالب الذي لا تفتر همته عن لقاء المشايخ وتدوين الفوائد وكتابة العلم وتحصيله والتأليف فيه، وعلى الأخص بعد أن رشحه بعد صيته للتصدر بمسجد القرويين بفاس، وارتقت به مرتبته إلى تولي "كتابة القلم الأعلى" لديوان الدولة، وهي وظيفة سامية لم يكن يطمح إلى مثلها إلا العلية من الأدباء الأنجاد.
صلته بالبلاط المريني :