أمام كبير قرأ الروايات على أبي محمد بن الكواب وأبي الحسن الدباج، وقرأ "التيسير" و"الشاطبية" على أبي بكر محمد بن محمد بن وضاح اللخمي ـ صاحب الشاطبي ـ وأبي عامر يزيد بن وهب الفهري بإجازتهما من ابن هذيل، وروى "التبصرة" عن موسى بن عبد الرحمن بن يحيى بن العربي(١)، وتصدر للإقراء بمالقة(٢).
وهو من أساتذة أبي حيان الغرناطي قرأ عليه بمضمن "التيسير" و"التبصرة" و"الكافي" و"الإقناع" "وقرأ عليه الحروف من كتب شتى، منها "كتاب الهداية" "للمهدوي(٣)، وسمع منه كتابه المسمى ب"الترشيد في التجويد" وهو الذي أدخله القاهرة(٤).
ويعتبر ابن أبي الأحوص إحدى قمم هذا الشأن في المائة السابعة من أفذاذ رجال المدرسة المغربية الذين قرأوا بعامة طرق الأئمة واستقوا من جميع المناهل في هذا العلم، وقد ذكر السيوطي أنه "أقرأ القرآن والعربية والأدب بغرناطة مدة، ثم انتقل إلى مالقة، وكان من أهل الضبط والإتقان والرواية ومعرفة الأسانيد ألف في القراءات، وله برنامج مسلسلات، وأربعون سمعها منه أبو حيان"(٥).
قرأ عليه أبو الحسن بن سليمان بالسبع من طريق "التيسير" والشاطبية" وأسندهما عنه(٦).

(١) - هو أبو عمران الزناتي الغرناطي يعرف بالسخان بالخاء المعجمة، قال ابن الجزري :"إمام متقن علامة أخذ القراءة عن عبد الله بن الورد صاحب أبي علي الأحدب، ولازم السهيلي زمانا، روى عنه ابن الطباع مات سنة ٦٢٨ وقد قارب الثمانين- غاية النهاية ٢/٣٢٠ ترجمة ٣٦٨٦.
(٢) - غاية النهاية ١/٢٤٢ ترجمة ١١٠٦.
(٣) - السند به من طريقه في فهرسة ابن غازي ٤٥.
(٤) - غاية النهاية ١/٢٤٢-٢٤٣ ترجمة ١١٠٦
(٥) - بغية الوعاة ١/٥٣٥-٥٣٦ ترجمة ١١١١.
(٦) - غاية النهاية ١/٥٤٤ ترجمة ٢٢٢٩.


الصفحة التالية
Icon