والذي يؤكد قيام هذه الصلة في جانبها الأول ما ذكره ابن عبد الكريم في شرحه على الدرر للوامع في قوله في ترجمته :"دعاه أبو الحسن المريني في خلافة أبيه، فكان يقرأ عليه بالدار البيضاء"(١).
فإذا كان ذلك بقرب استيلائه على فاس وانتقال والده إليها في العشر الأواخر من شهر رجب سنة ٧١٠(٢)، فمعناه أن ابن بري قد عاش في رعاية السلطان منذ هذا التاريخ أو قريبا منه.
ويدل على قدم هذه الصلة أيضا ما جاء في أخبار أبي عبد الله الخراز (ت ٧١٨هـ)، من أنه لما أتم شرحه على أرجوزة ابن بري عرضه عليه بفاس صحبة السلطان(٣)، فهذه الصحبة المذكورة كانت إذن قبل تولي منصب الكتابة، ولعلها كانت قائمة على التأديب لأبناء الأمير وفي طليعتهم أبو الحسن علي بن عثمان الذي رأيناه قبل هذا يعرض حزبه من القرءان على أبي العباس الزواوي صاحب أبي الحسن بن سليمان.
ولعله في هذه الأثناء رشح للتصدر لإفادة الطلاب بجامع القرويين وإن كنا لا ندري متى بدأ ذلك وماهي الفنون التي وكل إليه تدريسها ؟؟ وكل ما وقفنا عليه هو ما جاء في إسناد أبي الحجاج المكناسي لسماعه للدرر اللوامع" من ناظمها أبي الحسن بجامع القررويين من مدينة فاس في أواخر محرم سنة ٧٢٣هـ"(٤).

(١) - شرح ابن عبد الكريم على الدرر اللوامع وسيأتي.
(٢) - الأنيس المطرب ٣٩٧-٣٩٨.
(٣) - القراء والقراءات بالمغرب ٢٩.
(٤) - مقدمة شرح المنتوري على الدرر اللوامع لوحة ٢.


الصفحة التالية
Icon