أثبت من قرأ بالمدينة... ودان بالتقوى فزان دينه
بينت ما جاء من اختلاف... بينهما عنه أو ائتلاف
وربما أطلقت في الأحكام... ما اتفقا فيه عن الإمام
ثم ذكر الطريق التي اتبعها في تقرير الأحكام في هذا، والشيخ الذي تلقى عنه مباشرة من هذه الطريق فقال :
سلكت في ذاك طريق الداني... إذ كان ذا حفظ وذا إتقان
حسبما قرأت بالجميع... عن ابن حمدون أبي الربيع
المقرئ المحقق الفصيح... ذي السند المقدم الصحيح
أوردت ما أمكنني من الحجج... مما يقام في طلابه حجج
ومع ذا أقر بالتقصير... لكل ثبت عالم نحرير
وأسأل الله تعالى العصمة... في القول والفعل فتلك النعمة
وهنا تنتهي مقدمة الأرجوزة، ثم يأخذ في قسم الأصول مبتدئا بباب "الاستعاذة" الذي يعبر فيه وفي باقي الأبواب بقوله: "القول في كذا" جاعلا عنوان الباب داخلا في جملة النظم فيقول:
القول في التعوذ المختار... وحكمه في الجهر والأسرار
ثم انتقل بعد ثلاثة أبيات إلى ذكر "البسملة" وبه بدأ أولى مسائل الخلاف بين ورش وقالون وقال:
القول في استعمال لفلظ "البسملة... و"السكت" والمختار عند النقلة
قالون بين السورتين بسملا... وورش الوجهان عنه نقلا
وأسكت يسيرا تحظ بالصواب... أو صل له مبين الأعراب
ثم بعد ذكر تفريعات أخرى في فعل البسملة أو تركها انتقل بعد سبعة أبيات إلى ذكر الخلاف في ميم الجمع فقال عن مذهب ورش وقالون:
وصل ورش ضم ميم الجمع... إذا أتت من قبل همز القطع
وكلها سكنها قالون... ما لم يكن من بعدها سكون
واتفقا في ضمها في الوصل... إذا أتت من قبل همز الوصل
وكلهم يقف بالإسكان... وفي الإشارة لهم قولان
وتركها أظهر في القياس... وهو الذي ارتضاه جل الناس
وهكذا سار على هذا المنوال فذكر "القول في صلة هاء ضمير الواحد" في أحد عشر بيتا، ثم انتقل إلى أحكام المد ففصلها في اثنين وعشرين بيتا استهلها بقوله:
القول في الممدود والمقصور... والمتوسط على المشهور
والمد واللين معا وصفان... للألف الضعيف لازمان
إلى أن ختم الباب بقوله:


الصفحة التالية
Icon