والذي تبين لي من صنيع ابن بري هنا أنه نظم هذا الذيل المتعلق بالمخارج والصفات متأخرا ولم يضعه في الحسبان أثناء نظم الارجوزة الأصل، ولذلك نجده قد ختمها بالحمد والصلاة والدعاء، بل زاد فذكر ثلاثة أبيات ذكر فيها تمام القصيدة وناظمها وتاريخ فراغه منها، إلا أنه حين عاد فألحق بها الذيل طرح الأبيات الثلاثة من موضعها ليتصل له قوله "على النبي المصطفى المكين" بأول بيت من الذيل، ولهذا اضطربت النسخ الخطية في إثبات الأبيات الثلاثة وحذفها، كما اضطرب الذين ذكروها في إلحاقها في موضعها فبعضهم جعلها في آخر فرش الحروف، وبعضهم ألحقها بالذيل عقب قوله: "تفيد في الإدغام والإظهار" ولعل أكثر الروايات الثابتة عن الناظم كانت خالية من الأبيات الثلاثة، ولهذا نبه بعض الشراح ومنهم أبو زيد ابن القاضي عليها فقال: "تنبيه" زاد المطماطي(١) هنا في شرحه:
ثم كتاب الدرر اللوامع... في أصل مقرأ الإمام نافع
نظمه مبتغيا للأجر... علي المعروف بابن بري
سنة سبع بعد تسعين مضت... من بعد ستمائة قد انقضت(٢)
عدد أبيات أرجوزة الدرر اللوامع وذيلها:
(٢) الفجر الساطع آخر ورقة منه.