وعلى هذا ترتب التفاوت في عدد أبيات الأرجوزة وذيلها بين النسخ المعتمدة، ففي أكثرها ٢٧٣ دون إدخال الأبيات الثلاثة(١) في هذه الجملة، وفي بعضها ٢٧٦ بإدخالها، ويظهر أن المارغني صاحب الشرح المتداول في الأيدي اليوم قد اعتمد نسخا خالية من هذه الزيادة، ولذلك لم يدرجها في الشرح، وإنما ذكر قصتها في ختام كلامه على آخر بيت من الذيل، وذكر أن موضعها بعد قوله "على النبي المصطفى المكين"(٢)، ولم يتعرض لشرحها على اعتبار أنها زائدة على النسخ المعتمدة أو مدرجة من لدن بعض القراء.
وقد رأيت في آخر شرح أبي عبد الله الخراز عليها ما لعله التفسير المناسب لأمر هذه الزيادة، إلا أنه ذكر بيتين فقط وأسقط الأول منها، وأوضح أن بعض الطلبة طلب من ابن بري تعيين عدد أبيات أرجوزته وتاريخ نظمها فقال:
نظمه مبتغيا للأجر... علي المعروف بابن بري
قال: ثم زاد عليها أي: الطالب قوله:
وقد تقضت هذه القصيدة... والجملة الجامعة المفيدة
فأقبلت ترفل كالحسناء... في حلة الجودة والإنشاء
بيوتها سبعون زادت أربعة... ومائتين بالأماني ممتعة
يضبطها "رعد"(٣) فخذ إمداده... أمنا من النقصان والزيادة
فهذه الخمسة أجنبية...... بريئة من ناظم "البرية"(٤)

(١) جرينا على العرف العام عند القراء في اعتبار البيت هو مجموع الشطرين، مع أن العروضيين يعتبرون الشطر وحده بيتا قائما بنفسه في هذه الأرجوزة وأمثالها كما أشار إلى ذلك أبو عبد الله الخراز في "أول القصد النافع"، وتبعه المنتوري في أول شرحه.
(٢) النجوم الطوالع للمارغني ٢٢٦-٢٢٧.
(٣) أي القيمة العددية للرمز وهي ٢٧٤ حسب حروف أبي جاد.
(٤) الأبيات في آخر شرح الخراز "القصد النافع" مخطوطة الخزانة الحسنية رقم ٣٧١٩.


الصفحة التالية
Icon