وهناك رواية خامسة هي رواية المرسي وقد وردت فيها زيادة ببيتين على سائر النسخ.
وقبل أن نتطرق إلى التعريف برواة هذه الأرجوزة عن ناظمها لا بأس من التنبيه على بعض ما وقع من الاختلاف فيها بين هذه الروايات لمزيد من الفوائد والإثراء لمباحث الباب.
صور من مظاهر اختلاف الروايات فيها:
حاولت تتبع ما بين روايات متن "الدرر اللوامع" من اختلافات في الإشارات الواردة عند المنتوري وابن المجراد وابن القاضي وغيرهم فوجدت أن الاختلاف بينها على ضربين: اختلاف بالزيادة والنقصان وهو قليل نادر، وقسم ثان من الاختلاف كثير، وهو تارة يرجع إلى حركات الإعراب، وتارة يرجع إلى تعديل في الصياغة باستبدال كلمة بأخرى.
فأما الضرب الأول القليل فمنه ما نبه عليه أبو زيد بن القاضي عند قوله:
فلنكتفي منها بما ذكرنا... ولنصرف القول لما قصدنا
فقال: تنبيه اقتصر الشراح على البيتين المتقدمين، وشرح أبو عبد الله الضرير المرسي على ثلاثة أبيات ونصها:
فلنكتفي منها بما ذكرنا... خيفة أن نزيغ عما رمنا
ولنصرف القول ونقتفيه... لمقرأ المكرم النبيه
العالم العدل التقي الخاشع... أبي رؤيم المدني نافع(١)
ومن هذا القبيل زيادة بيت في باب المد عند قوله:
له توسطا وفي سوءات... خلف لما في العين من فعلات
فقال:
وقد ذكرت سبب الخلاف... في غير هذا بكلام شاف(٢)
(٢) يشير إلى جوابه الذي نظمه في حل لغز أبي الحسن الحصري في لفظ "سوءات" وقد تقدم في ترجمة الحصري.