قال المنتوري: "اتفقت الروايات الثلاث: رواية عبد المهيمن الحضرمي ورواية أبي الحجاج المكناسي ورواية أبي البركات البلفيقي على رفع "أكرم" و"خير". وقد ذكر في الطرر المذكورة عن ابن غازي نحوه.
ومنه ما جاء في قوله:

وجاء في الحديث أن المهرة في علمه مع الكرام البررة
قال المنتوري: "ثبت في رواية الحضرمي والمكناسي "وجاء في الحديث"، وكذا وقفت عليه بخط الناظم، وفي رواية البلفيقي "وجاء في الأثر"(١). وذكر في الطرر نحوه إلا أنه قال "في الآثار".
ومن ذلك في باب التعوذ في قوله: "وقد أتت في لفظة أخبار...".
قال المنتوري: "ثبت في رواية الحضرمي والمكناسي "أخبار"، وكذا وقفت عليه بخط الناظم، وفي رواية البلفيقي "آثار".
ومن ذلك ما جاء في قوله في "البسملة":
واختارها بعض أولي الأداء لفضلها في أول الأجزاء
قال المنتوري: "كذا ثبت البيتان(٢) في رواية الحضرمي والمكناسي، وكذا وقفت عليهما بخط الناظم، وثبت في رواية البلفيقي عوضا من ذلك ما نصه:
وبعضهم خير في الأداء فيها لدى أوائل الأجزاء
قال المنتوري: "ورواية البلفيقي هي الأخيرة عن الناظم، وهي الصحيحة، وقد قال الشاطبي في قصيدته: "وفي الأجزاء خير من تلا"، فيظهر أن الناظم رجع عن الاختيار إلى التخيير".
هكذا صحح المنتوري رواية البلفيقي لأنها هي الأخيرة المرجوع إليها واحتج لها بموافقتها لما ذكره الشاطبي، ولكننا نلاحظ أنه مع ذلك أثبت الرواية المشهورة الشائعة، وهي الرواية المتفق عليها عند عامة الشراح وغيرهم.
وهناك من المواضع التي اختلفت فيها النسخ فيما يرجع إلى مثل هذا من تعديل الأحكام ما يدل على أن الناظم كان ما يفتأ ينظر في أرجوزته مصححا ومنقحا حتى وإن كان الأمر يتعلق بجزئية صغيرة.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره المنتوري في قوله في باب المد:
(١) هكذا ذكره بالإفراد، وأورده ابن القاضي نقلا عنه كذلك.
(٢) يريد شطري البيت بالمفهوم الشائع.


الصفحة التالية
Icon