ومد للساكن في الفواتح... ومد عين عند كل راجح
قال المنتوري: "ثبت في رواية الحضرمي والبلفيقي" عند كل، وكذا وقفت عليه بخط الناظم، وفي رواية المكناسي "عند ورش".
ومن ذلك ما جاء في ترتيبه لحروف الحلق في مخارجها في "الذيل" حيث قال:
فالهاء والهمزة ثم الألف... من آخر الحلق جميعا تعرف
والعين من وسطه والحاء... والغين من آخره والخاء
قال المنتوري: "اتفقت الروايات الثلاث على قوله في البيت الرابع "والغين من آخره"، وكذا وقفت عليه بخط الناظم، وقرأته كذلك على المكناسي – رحمه الله – فلم يرده علي، وحدثني الراوية أبو زكرياء ابن السراج عن القاضي أبي محمد عبد الله بن مسلم عن الناظم أنه قال: "والغين من أوله والخاء"، ورأيت في بعض التقييدات أن الناظم رجع إلى هذا".
وقد حرص الإمام المنتوري على ذكر اختلاف الروايات عند عامة الأبيات التي ثبت فيها الخلاف، وكان من حين إلى آخر يذكر أن رواية الحضرمي هي الأولى كقوله في قول ابن بري عند ذكر ميم الجمع:
وكلها سكنها قالون... ما لم يكن من بعدها سكون
اختلفت الروايات في ضبط لفظة "وكلها"، فرواها الحضرمي بالنصب، وهي الرواية الأولى، ورواها المكناسي والبلفيقي بالرفع. قال ابن غازي في الطرر: "وكأن الناظم رجع من النصب إلى الرفع، إذ رواية البلفيقي هي الأخيرة".
ويمكننا أن نخرج من المقارنة بين هذه النقول وغيرها مما تركناه اختصارا بإدراك أسباب الاختلاف بين هذه الروايات، وبأن أقدمها هي رواية الحضرمي ثم المكناسي، وأن هاتين الروايتين متفقتان في عامة المواضع التي نقل فيها الخلاف، وأن عامة النسخ التي انتشرت في حياة الناظم كانت موافقة لروايتهما، ولذلك نجد الشراح بدون استثناء متفقين عليها مع إشارة طائفة منهم إلى بعض الاختلافات إن كانت.


الصفحة التالية
Icon