ونقص من هذا الفصل اللام من "بل" عند الراء، وجملة ذالك ثلاثة مواضع: "بل رفعه الله إليه"، و"بل ربكم"، و"بل ران على قلوبهم"، وقد أخذت مع الناظم - رحمه الله - في ذلك فوافق على نقص ذلك، لكنه قد يندرج ذلك تحت قوله: "وما قرب منها أدغموا"، لشدة قرب ما بين اللام والراء، وقد ذكر هذا الاندراج بعض من شرح هذا الرجز".
قال أبو الفضل بن المجراد: "يعني بقوله بعض من شرح هذا الرجز أبا عبد الله الخراز رحم الله جميعهم بمنه"(١).
وكما نجد أصحابه يراجعونه في تصحيح الأحكام الواردة في المتن، فإننا نجد بعض شراح هذا المتن يرجعون إليه أحيانا في بيان معنى بعض كلامه الذي قد يدخله احتمال أكثر من وجه، وذلك كقوله في باب الهمز:
ونقلوا لنافع منقولا... ردا وءالان وعادا الأولى
فقد فسر قوله "ونقلوا" بمعنيين: بمعنى رواية الرواة، وبمعنى نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله: قال أبو عبد الله الخراز بعد ذكر الاحتمال الأخير: "قال لي الناظم - عفا الله عنه - : هذا أردت، وإليه قصدت"(٢).
اقتراحات أخرى للتعديل بعد زمن الناظم:
وقد استمرت اقتراحات التعديل تلاحق طائفة من أبيات ابن بري في أرجوزته، وخاصة عند شراحها إذ وجدوا بعضها إما غير جامع وغير واف بالمراد، وإما غير مانع لدخول ما لم يرده الناظم، وإما لتعقيد فيه أو نحو ذلك.
فمن تعقبات الشراح عليه قوله في باب البسملة: "القول في استعمال لفظ البسملة والسكت والمختار عند النقلة"، فترجم على أنه سيذكر المختار، ثم لما ذكر السكت والوصل لم يذكر المختار من الوجهين، قال المنتوري منبها على ذلك: فقيل في ذلك:
ولكن السكت هو المختار... نص عليه جلة أخيار
ومن ذلك ما ذكره مسعود جموع في "الروض الجامع" له عند قوله:
فصل وأبدل همز وصل اللام... مدا بعيد همز الاستفهام
حيث قال: لو قال:
(٢) القصد النافع لأبي عبد الله الخراز.