ذكره غير واحد ممن ترجموا لابن بري في قصة توليه لمنصب الكتابة للسطان، إذ كان قد ولي القضاء بتازة وكان شيخه أبو الحسن مرتسما في عدولها الموثقين فصعب عليه أن يكون شيخه يدخل عليه فيمن يدخل فيما يحتاج إليه العدول لدى القاضي، فتسبب في كتابته للملك(١)، ولا يخفى ما في هذه القصة من دلالة على سمو نفس هذا التلميذ ونبله ومروءته ووفائه، إلى جانب ما تمثله أيضا من جلالة قدر ابن بري عند أصحابه.
١٤- أبو زيد عبد الرحمن بن العشاب التازي الآنف الذكر في صدر ترجمة ابن بري.
تقدم ذكر تدوين ابن بري بخطه لمسائله التسع والعشرين التي سأل عنها العلامة اين البقال فأجابه.
وقد ترجم له ابن بري عقبها بقوله: "كان ابو زيد المذكور أعلاه شابا صالحا، قرأ بتازة - حرسها الله تعالى - وأخذ علي علم النحو، وأكمل "كتاب الإيضاح"(٢) تفهما... إلى آخر ما ذكره من مظاهر نبوغه، وكانت وفاته وسنه نحو العشرين – كما ذكر – سنة ٧٢٤هـ(٣).
١٥- أبو الحسن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق السلطان المريني واسطة عقد هذه الدولة.
هو أيضا من تلامذة ابن بري في القراءة، وقد أشار ابن عبد الكريم في شرحه على الدرر إليه في ترجمة ابن بري فقال: "دعاه أبو الحسن في خلافة أبيه، فكان يقرأ عليه في "الدار البيضاء"، فكان يقرأ عليه فيها حتى توفي بها رحمه الله(٤).

(١) نقله ابن القاضي وغيره في الفجر الساطع.
(٢) تقدم أنه لأبي علي الفارسي.
(٣) نقله الونشريسي في المعيار المعرب ١٢/٢٩٠-٢٩١.
(٤) شرح ابن عبد الكريم المسمى بـ "الفصول" وسيأتي.


الصفحة التالية
Icon