أما أبو الحسن المريني فقد خلعه ابنه أبو عنان بعد أن بويع له إثر نكبته وغرق أسطوله في منقلبه من تونس كما تقدم، ومعه من معه من العلماء والقراء، فكان من قضاء الله له أن نجا من الغرق، وانتهى به الأمر إلى اللجوء إلى جبل "هنتاتة" أحد جبال الأطلس الكبير المشرفة على مدينة مراكش إلى أن توفي هناك سنة ٧٥٢هـ(١).
١٦- أبو عبد الله الخراز محمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي صاحب المورد وشارح الدرر اللوامع الأول.
وقد ذكر ابن المجراد ما يفيد أن للخراز سماعا للدرر اللوامع منه بعد أن رواها عن غيره، بل إنه ربما رجح عند الاختلاف روايته في بعض الأبيات، كقوله عند قول ابن بري في باب "زوائد الياءات":

والمهتدي الإسراء والكهف وأن يهديني بها ونبغي يوتين
قال ابن المجراد بعد شرح البيت المذكور: "وما شرحنا عليه البيت الثاني من هذه الأبيات الخمسة من الترتيب موافق لكلام الأستاذ أبي عبد الله الخراز، وذكر ابن مسلم - رحمه الله - أن روايته فيه عن المصنف مشافهة إنما هي هكذا:
والمهتدي في الكهف والإسراء وأن يهديني في الكهف نبغي يوتين
"والمهتدي في الكهف والإسراء وأن يهديني في الكهف نبغي يوتين".
وأن الرواية التي شرح عليها أبو عبد الله الخراز لم يروها عن المصنف مشافهة، وإنما كان رواها عنه بواسطة قبل رؤيته إياه فاعلم ذلك واختر ما شئت(٢).
(١) ترجمته في درة الحجال ٣/٢٤٦-٢٤٧ ترجمة ١٢٧١.
(٢) إيضاح الأسرار والبدائع لابن المجراد.


الصفحة التالية
Icon