هؤلاء من وقفت على ذكرهم بالرواية عن ابن بري ممن جاء التصريح بروايتهم أو قراءتهم عليه(١)، ولا شك أن معهم عددا كبيرا ممن انتفعوا به سواء في أرجوزته أم في غيرها مما كان يقوم على تدريسه من العلوم كعلم العربية والأدب والعروض والفرائض وغيرها.
وفاته: وقبل أن نتتبع أثر ابن بري من خلال أرجوزته في ساحة الإقراء عبر العصور، لا بأس من الإشارة إلى خلاف يسير وقع في موضع وفاته ودفنه والعام الذي توفي فيه، فقد شذ ابن عبد الكريم فيما ذكره من وفاته بفاس، وزاد الشوشاوي وغيره أنه مدفون بها(٢)، وذكر أبو زيد بن القاضي أنه دفن ببلده وهو إذ ذاك كاتب الخلافة المعلومة، إلا أنه ذكر وفاته سنة ٧٣١هـ، ثم نقل في آخر ترجمته عن أبي زيد الجادري أنه "توفي - رحمه الله - سنة ٧٣٠هـ بتازة المحروسة..."(٣).

(١) ذكر الأستاذ محمد بن أحمد الأمراني من تلامذة ابن بري محمد بن عيسى الوارتني (مجلة الأحياء المجلد ٦ الجزء الأول ص ١٢٠)، وهو غلط لأنه متأخر كثيرا عن زمنه بل قرأ على الإمام أبي عبد الله القيسي صاحب الميمونة الفريدة كما سيأتي وهو قد توفي سنة ٨١٠هـ.
(٢) الأنوار السواطع على الدرر اللوامع.
(٣) الفجر الساطع على الدرر اللوامع.


الصفحة التالية
Icon