٣- في اعتماده في الروايتين المذكورتين الطريق الواحد المشهور والمأخوذ به عند المغاربة دون غيره من باقي الطرق، حيث اعتمد من ذلك في رواية ورش طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق دون غيره كطريق عبد الصمد العتقي أو طريق الأصبهاني مما تضمنه كتاب "التعريف في اختلاف الرواة عن نافع" لأبي عمرو، ونظم على منواله فيه مثل أبي الحسن بن سليمان فيما رأينا قبل في أرجوزته المسماة بـ"نظم التعريف" أو مختصره.
كما نجده اعتمد في رواية قالون خاصة طريق أبي نشيط محمد بن هارون المروزي.
وقد نبه الشراح على اشتهار هاتين الروايتين عن ورش وقالون عند المغاربة، فأما رواية الأزرق فقال المنتوري: "هي التي ذكرها الداني في إيجاز البيان، والتلخيص، وعليها عول في الاقتصاد، والتيسير، وهي التي اشتهر بها العمل، وأخذ الناس بها في قراءة ورش، وصنفوا قراءة ورش من طريقها، وعلى هذا جرى ابن الباذش في الإقناع، والشاطبي في قصيدته، والناظم في هذا الرجز وغيرهم من المصنفين للحروف"(١).
وذكر المنتوري نحوا من هذا في اعتماد رواية المروزي خاصة عن قالون.
ولعل إغفال الناظم لتعيين الطريق التي نظم فيها في كل من الروايتين راجع إلى شهرتهما بحيث لم ير حاجة إلى التنبيه عليهما لما قدمناه.
وقد أشار أبو زيد بن القاضي في أول شرحه إلى اشتهار الأخذ عن ورش في "الطريقة العشرية" بثلاثة(٢)، وفي طريق السبع بواحد، وهو أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق الخزرجي نزيل مصر.
٤- في عنايته الخاصة برواية ورش من هذه الطريق، ولعلها المرادة بالذات عنده.
ولعله لذلك قدمه في الذكر في قوله:
على الذي روى أبو سعيد | عثمان ورش عالم التجويد |
والعالم الصدر المعلم العلم | عيسى بن مينا وهو قالون الأصم |
(٢) يعني بطرق الأزرق وعبد الصمد والأصبهاني عن ورش، وكذلك بثلاثة عن قالون كما تقدم.